الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          هجد

                                                          هجد : هجد يهجد هجودا وأهجد : نام . وهجد القوم هجودا : ناموا . والهاجد : النائم . والهاجد والهجود : المصلي بالليل ، والجمع هجود وهجد ; قال مرة بن شيبان :


                                                          ألا هلك امرؤ قامت عليه بجنب عنيزة البقر الهجود

                                                          وقال الحطيئة :


                                                          فحياك ود ما هداك لفتية     وخوص بأعلى ذي طوالة هجد

                                                          وكذلك المتهجد يكون مصليا . وتهجد القوم : استيقظوا للصلاة أو غيرها ; وفي التنزيل العزيز : ومن الليل فتهجد به نافلة لك ; الجوهري : هجد وتهجد أي نام ليلا . وهجد وتهجد أي سهر ، وهو من الأضداد ، ومنه قيل لصلاة الليل : التهجد . والتهجيد : التنويم ; قال لبيد يصف رفيقا له في السفر غلبه النعاس :


                                                          ومجود من صبابات الكرى     عاطف النمرق صدق المبتذل
                                                          قلت : هجدنا فقد طال السرى     وقدرنا إن خنا الدهر غفل

                                                          كأنه قال نومنا فإن السرى طال حتى غلبنا النوم . والمجود : الذي أصابه الجود من النعاس مثل المجود الذي أصابه الجود من المطر ; يقول : هو منعم مترف فإذا صار في السفر تبذل وتبذله صبره على غير فراش ولا وطاء . ابن بزرج : أهجدت الرجل أنمته ، وهجدته أيقظته . وقال غيره : هجدت الرجل أنمته ، وأهجدته : وجدته نائما . ابن الأعرابي : هجد الرجل إذا صلى بالليل ، وهجد إذا نام بالليل . وقال غيره : وهجد إذا نام وذلك كله في آخر الليل ; قال الأزهري : والمعروف في كلام العرب أن الهاجد هو النائم . وهجد هجودا إذا نام . وأما المتهجد ، فهو القائم إلى الصلاة من النوم ، وكأنه قيل له متهجد لإلقائه الهجود عن نفسه ، كما يقال للعابد متحنث لإلقائه الحنث عن نفسه . وفي حديث يحيى بن زكريا ، عليهما السلام : فنظر إلى متهجدي بيت المقدس أي المصلين بالليل . يقال : تهجدت إذا سهرت وإذا نمت ، وهو من الأضداد . وأهجد البعير : وضع جرانه على الأرض .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية