الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان كأنه قيل : بصرنا إبراهيم - عليه السلام - هذا التبصير في هذا الأمر الجريء من بطلان الأصنام ، قال عاطفا عليه : وكذلك أي : ومثل هذا التبصير العظيم الشأن ، وحكى الحال الماضية بقوله : نري أي : بالبصر والبصيرة على مر الزمان وكر الشهور والأعوام إلى ما لا [ ص: 158 ] آخر له بنفسه والصلحاء من أولاده إبراهيم ملكوت أي : باطن ملك التوحيد فيعلم أن كل من عبد غير الله من صنم وغيره من قومه وغيرهم في ضلال ، كما علم ذلك في قومه في الأصنام وليكون من الموقنين أي : الراسخين في وصف الإيقان في أمر التوحيد كله بالنسبة إلى جميع الجزئيات لما أريناه ببصره وبصيرته ، فتأمل فيه حتى وقع فيه بعد علم اليقين على عين اليقين بل حق اليقين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية