الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها ؛ زعم بعض النحويين أن أصل " مهما " : " ما تأتنا به " ؛ ولكن أبدل من الألف الأولى الهاء؛ ليختلف اللفظ؛ فـ " ما " ؛ الأولى؛ هي " ما " ؛ الجزاء؛ و " ما " ؛ الثانية؛ هي التي تزاد تأكيدا للجزاء؛ ودليل النحويين على ذلك أنه ليس شيء من حروف الجزاء إلا و " ما " ؛ تزاد فيه؛ قال الله - جل ثناؤه - : فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم ؛ كقولك : " إن تثقفهم في الحرب فشردهم " ؛ وقوله : وإما تعرضن عنهم ؛ أيضا؛ وهذا في كتاب الله كثير؛ وقالوا : جائز أن تكون " مه " ؛ بمعنى الكف؛ كما تقول : " مه " ؛ أي : اكفف؛ وتكون " ما " ؛ الثانية؛ للشرط والجزاء؛ كأنهم قالوا - والله أعلم - : " اكفف ما تأتنا به من آية... " ؛ والتفسير الأول هو الكلام؛ وعليه استعمال الناس؛ وهذا ليس فيما فيه من التفسير شيء؛ لأنه يخل اختلاف هذين التفسيرين بمعنى الكلام.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية