الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله عز وجل والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين

                                                                                                                                                                                                        4468 حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف حدثنا الأوزاعي قال حدثني الزهري عن سهل بن سعد أن عويمرا أتى عاصم بن عدي وكان سيد بني عجلان فقال كيف تقولون في رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأتى عاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل فسأله عويمر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كره المسائل وعابها قال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فجاء عويمر فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه فلاعنها ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها فطلقها فكانت سنة لمن كان بعدهما في المتلاعنين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أحسب عويمرا إلا قد كذب عليها فجاءت به على النعت الذي نعت به رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر فكان بعد ينسب إلى أمه

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : سورة النور - بسم الله الرحمن الرحيم ) ( من خلاله ) من بين أضعاف السحاب ، هو قول أبي عبيدة ، ولفظة أضعاف أو بين مزيدة فإن المعنى ظاهر بأحدهما ، وروى الطبري من طريق ابن عباس أنه قرأ ( يخرج من خلله ) قال هارون أحد رواته : فذكرته لأبي عمرو فقال : إنها لحسنة ولكن خلاله أعم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سنا برقه وهو الضياء ) قال أبو عبيدة في قوله : يكاد سنا برقه مقصور أي ضياء ، والسناء ممدود في الحسب . وروى الطبري من طريق ابن عباس في قوله : يكاد سنا برقه يقول : ضوء برقه . ومن طريق قتادة قال : لمعان البرق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مذعنين يقال للمستخذي مذعن ) قال أبو عبيدة في قوله : يأتوا إليه مذعنين أي مستخذين ، وهو بالخاء والذال المعجمتين . وروى الطبري من طريق مجاهد في قوله : مذعنين قال : سراعا . وقال الزجاج : الإذعان الإسراع في الطاعة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أشتاتا وشتى وشتات وشت واحد ) هو قول أبي عبيدة بلفظه ، وقال غيره : أشتات جمع ومفرد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال مجاهد : لواذا خلافا ) وصله الطبري من طريقه ، واللواذ مصدر لاوذت .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال سعد بن عياض الثمالي ) بضم المثلثة وتخفيف الميم نسبة إلى ثمالة قبيلة من الأزد ، وهو كوفي تابعي ، ذكر مسلم أن أبا إسحاق تفرد بالرواية عنه ، وزعم بعضهم أن له صحبة ولم يثبت ، وما له في البخاري إلا هـذا الموضع ، وله حديث عن ابن مسعود عند أبي داود والنسائي ، قال ابن سعد : كان قليل الحديث . وقال البخاري : مات غازيا بأرض الروم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( المشكاة الكوة بلسان الحبشة ) وصله ابن شاهين من طريقه ، ووقع لنا بعلو في " فوائد جعفر السراج " وقد روى الطبري من طريق كعب الأحبار قال : المشكاة الكوة والكوة بضم الكاف وبفتحها [ ص: 302 ] وتشديد الواو وهي الطاقة للضوء ، وأما قوله بلسان الحبشة فمضى الكلام فيه في تفسير سورة النساء ، وقال غيره : المشكاة موضع الفتيلة رواه الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وأخرج الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله : كمشكاة قال : يعني الكوة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال ابن عباس : سورة أنزلناها بيناها ) قال عياض : كذا في النسخ والصواب أنزلناها وفرضناها بيناها ، فبيناها تفسير فرضناها ، ويدل عليه قوله بعد هذا : " ويقال في فرضناها أنزلنا فيها فرائض مختلفة " فإنه يدل على أنه تقدم له تفسير آخر انتهى . وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : وفرضناها يقول بيناها ، وهو يؤيد قول عياض .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال غيره : سمي القرآن لجماعة السور ، وسميت السورة لأنها مقطوعة من الأخرى . فلما قرن بعضها إلى بعض سمي قرآنا ) هو قول أبي عبيدة قاله في أول " المجاز " . وفي رواية أبي جعفر المصادري عنه : سمي القرآن لجماعة السور ، فذكر مثله سواء ، وجوز الكرماني في قراءة هذه اللفظة - وهي الجماعة - وجهين : إما بفتح الجيم وآخرها تاء تأنيث بمعنى الجميع ، وإما بكسر الجيم وآخرها ضمير يعود على القرآن .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقوله إن علينا جمعه وقرآنه : تأليف بعضه إلى بعض إلخ ) يأتي الكلام عليه في تفسير سورة القيامة إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ويقال ليس لشعره قرآن أي تأليف هو قول أبي عبيدة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ويقال للمرأة ما قرأت بسلا قط ، أي لم تجمع ولدا في بطنها ) هو قول أبي عبيدة أيضا قاله في " المجاز " رواية أبي جعفر المصادري عنه ، وأنشد قول الشاعر "

                                                                                                                                                                                                        هجان اللون لم يقرأ جنينا

                                                                                                                                                                                                        " والسلا بفتح المهملة وتخفيف اللام ، وحاصله أن القرآن عنده من قرأ بمعنى جمع ، لا من قرأ بمعنى تلا .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال فرضناها أنزلنا فيها فرائض مختلفة ، ومن قرأ فرضناها يقول فرضنا عليكم وعلى من بعدكم ) فيها كذا وقال الفراء : من قرأ فرضناها يقول فرضنا فيها فرائض مختلفة ، وإن شئت فرضناها عليكم وعلى من بعدكم إلى يوم القيامة ، قال : فالتشديد بهذين الوجهين حسن . وقال أبو عبيدة في قوله : فرضناها حددنا فيها الحلال والحرام ، وفرضنا من الفريضة . وفي رواية له ومن خففها جعلها من الفريضة

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال الشعبي : أولي الإربة من ليس له أرب ) ثبت هذا للنسفي ، وسيأتي بعضه في النكاح ، وقد وصله الطبري من طريق شعبة عن مغيرة عن الشعبي مثله . ومن وجه آخر عنه قال : الذي لم يبلغ أربه أن يطلع على عورة النساء .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقال طاوس : هو الأحمق الذي لا حاجة له في النساء ) وصله عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه مثله .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( وقال مجاهد لا يهمه إلا بطنه ولا يخاف على النساء ) أو الطفل الذين لم يظهروا لم يدروا لما بهم من الصغر وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : أو التابعين غير أولي الإربة قال : الذي يريد الطعام ولا يريد النساء ، ومن وجه آخر عنه قال : الذين لا يهمهم إلا بطونهم ولا يخافون على النساء . وفي قوله : أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء قال : لم يدروا ما هـي من الصغر قبل الحلم .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 303 ] قوله : ( باب قوله عز وجل : والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء الآية ) ذكر فيه حديث سهل بن سعد مطولا وفي الباب الذي بعده مختصرا ، وسيأتي شرحه في كتاب اللعان .

                                                                                                                                                                                                        وقوله في أول الباب : " حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن يوسف . هو الفريابي وهو شيخ البخاري لكن ربما أدخل بينهما واسطة ، وإسحاق المذكور وقع غير منسوب ولم ينسبه الكلاباذي أيضا ، وعندي أنه إسحاق بن منصور ، وقد بينت ذلك في المقدمة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية