الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه يحتمل وجهين: أحدهما: إذا أنعمنا عليه بالصحة والغنى أعرض ونأى وبعد من الخير.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: إذا أنعمنا عليه بالهداية أعرض عن السماع وبعد من القبول . وفي قوله ونأى بجانبه وجهان: أحدهما: أعجب بنفسه ؛ لأن المعجب نافر من الناس متباعد عنهم.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: تباعد من ربه. وإذا مسه الشر كان يئوسا يحتمل إياسه من الفرج إذا مسه الشر وجهين: أحدهما: بجحوده وتكذيبه.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بعلمه بمعصيته أنه معاقب على ذنبه. وفي الشر ها هنا ثلاثة تأويلات:

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 269 ] أحدها: أنه الفقر ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه السقم ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: السيف ، وهو محتمل. قوله عز وجل: قل كل يعمل على شاكلته فيه ستة تأويلات: أحدها: على حدته ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: على طبيعته ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: على بيته ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: على دينه ، قاله ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: على عادته.

                                                                                                                                                                                                                                        السادس: على أخلاقه. فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا فيه وجهان: أحدهما: أحسن دينا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أسرع قبولا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية