الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 50 ] هرد

                                                          هرد : هرد الثوب يهرده هردا : مزقه . وهرده : شققه . وهرد القصار الثوب وهرته هردا ، فهو مهرود وهريد : مزقه وخرقه وضربه . وهرد العرض : الطعن فيه ، هرد عرضه وهرته يهرده هردا . الأصمعي : هرت فلان الشيء وهرده : أنضجه إنضاجا شديدا . وقال ابن سيده : أنعم إنضاجه . وهردت اللحم أهرده ، بالكسر ، هردا : طبخته حتى تهرأ وتفسخ ، فهو مهرد . قال الأزهري : والذي حفظناه عن أئمتنا الحردى ، بالحاء ، ولم يقله بالهاء غير الليث . وقال أبو زيد : فإن أدخلت اللحم النار وأنضجته فهو مهرد ، وقد هردته فهرد هو . قال : والمهرأ مثله ، والتهريد مثله ، شدد للمبالغة ; وقد هرد اللحم . والهرد : الاختلاط كالهرج . وتركتهم يهردون أي يموجون كيهرجون . والهرد : العروق التي يصبغ بها ، وقيل : هو الكركم . وثوب مهرود ومهرد : مصبوغ أصفر بالهرد . وفي الحديث : ينزل عيسى بن مريم - عليه السلام - في ثوبين مهرودين . وفي التهذيب : ينزل عيسى - عليه السلام - وعليه ثوبان مهرودان ; قال الفراء : الهرد الشق . وفي رواية أخرى : ينزل عيسى في مهرودتين ، أي في شقتين أو حلتين . قال الأزهري : قرأت بخط شمر لأبي عدنان : أخبرني العالم من أعراب باهلة : أن الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة ، فذلك الثوب المهرود . ويروى : في ممصرتين ، ومعنى الممصرتين والمهرودتين واحد ، وهي المصبوغة بالصفرة من زعفران أو غيره ; وقال القتيبي : هو عندي خطأ من النقلة ، وأراه مهروتين أي صفراوين . يقال : هريت العمامة إذا لبستها صفراء ، وفعلت منه هروت ; قال : فإن كان محفوظا بالدال ، فهو من الهرد الشق ، وخطئ ابن قتيبة في استدراكه واشتقاقه . قال ابن الأنباري : القول عندنا في الحديث ينزل بين مهرودتين ، يروى بالدال والذال ، أي بين ممصرتين على ما جاء في الحديث ; قال : ولم نسمعه إلا فيه . والممصرة من الثياب : التي فيها صفرة خفيفة ; وقيل : المهرود الثوب الذي يصبغ بالعروق ، والعروق يقال لها الهرد . قال أبو بكر : لا تقول العرب هروت الثوب ، ولكنهم يقولون هريت ، فلو بني على هذا لقيل مهراة في كركم على ما لم يسم فاعله ، وبعد فإن العرب لا تقول هريت إلا في العمامة خاصة فليس له أن يقيس الشقة على العمامة ; لأن اللغة رواية . وقوله : بين مهرودتين أي بين شقتين أخذتا من الهرد ، وهو الشق ، خطأ لأن العرب لا تسمي الشق للإصلاح هردا ، بل يسمون الإخراق والإفساد هردا ; وهرد القصار الثوب ; وهرد فلان عرض فلان فهذا يدل على الإفساد ، قال : والقول في الحديث عندنا مهرودتين ، بين الدال والذال ، أي بين ممصرتين ، على ما جاء في الحديث ; قال : ولم نسمعه إلا في الحديث كما لم نسمع الصير الصحناءة إلا في الحديث ، وكذلك الثفاء الحرف ونحوه ; قال : والدال والذال أختان تبدل إحداهما من الأخرى ; يقال : رجل مدل ومذل إذا كان قليل الجسم خفي الشخص ، وكذلك الدال والذال في قوله مهرودتين . والهردية : قصبات تضم ملوية بطاقات الكرم تحمل عليها قضبانه . أبو زيد : هرد ثوبه وهرته إذا شقه فهو هريد وهريت ; وقول ساعدة الهذلي :


                                                          غداة شواحط فنجوت شدا وثوبك في عباقية هريد

                                                          أي مشقوق . وهردان وهيردان : اسمان . والهردان والهرداء : نبت . وقال أبو حنيفة : الهردى ، مقصور : عشبة لم يبلغني لها صفة ، قال : ولا أدري أمذكرة أم مؤنثة ؟ والهيردان : نبت كالهردى . الأصمعي : الهردى على فعلى ، بكسر الهاء ، نبت قاله ابن الأنباري ، وهو أنثى . والهيردان : اللص ، قال : وليس بثبت ، وهردان : موضع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية