[ ص: 2771 ] سورة الأعراف
هي سورة مدنية إلا ثماني آيات من الآية رقم 163 إلى الآية 170، وسنتكلم فيها في موضعها -إن شاء الله تعالى- وعدد آيات هذه السورة الكريمة ست ومائتان.
وقد ابتدأ الله تعالى هذه السورة بالحروف: (المص)، وقد تكلمنا في هذه الحروف في فواتح سور القرآن، وذكرنا أنها من المتشابه الذي اختص علم الله تعالى، وذكرنا حكمة ذكرها، وعند الله غيب أمرها.
ابتدئت السورة بذكر القرآن، والأمر باتباعه، ثم أشارت إلى أن يوم القيامة يجيء بغتة، فالقرى يجيئها أمر الله بغتة وهم نائمون، وعندئذ يحس الظالمون بظلمهم إذ ذهب طغيانهم، ويبين الله -تعالى- أن اليوم يوم سؤالهم عما ظلموا، وتوزن أعمالهم بخيرها وشرها، والوزن يومئذ الحق، وقد ذكر سبحانه أن السبب في طغيانهم أنه مكن لهم في الأرض، وتمكن الشيطان منهم.
ويذكر سبحانه كيف يتمكن الشيطان، وساق -سبحانه وتعالى- قصة الخلق الأول، ليبين لهم عداوة إبليس وكيف أغوى آدم على مخالفة ربه، هو وزوجه حواء، وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور، وقد ذكر سبحانه عاقبة ذلك التدلي.
صرح بعد ذلك القصص الحكيم بالنهي عن الخضوع للشيطان إبليس ومن معه، فقال: يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينـزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون
[ ص: 2772 ] وبين -سبحانه- أنه كما دلى الشيطان آدم وزوجه بغرور حتى تسبب في نزع لباسهم كذلك يغري قريشا فيجعلهم يطوفون عراة، وإن ذلك هو عين الفساد، وأمر الله تعالى أن يأخذوا زينتهم ويلبسوا عند كل مسجد: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين
ويبين -سبحانه وتعالى- ما أحله الله من طيبات وما أراد الشيطان أن يحرمه عليهم.
ويبين -سبحانه وتعالى- أن مقاومة الشيطان إنما هي باتباع الهدى الذي يجيء على ألسنة الأنبياء: يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
وبين -سبحانه وتعالى- أن الشيطان يغري أتباعه بمعاندة هؤلاء الرسل كما أغرى كبيرهم آدم وحواء بمخالفة أمر الله تعالى.
ثم يذكر -سبحانه وتعالى- مآل الطاغين على الرسل بإغواء الشيطان يوم القيامة وكيف يتطارحون الضلال بين الغاوين ومن أغووهم من شياطين الجن والإنس حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون
وبين -سبحانه وتعالى- جزاء الذين استكبروا عن الحق بأهواء الشيطان، وفي مقابلهم جزاء الذين آمنوا وأطاعوا الله، ولم يغوهم الشيطان، وأن لهم الجنة: ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين
وكان بين أصحاب الجنة أصحاب الأعراف، وقد نادوا الظالمين الذين يعرفونهم: ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
[ ص: 2773 ] وأما أصحاب النار فقد ذكر الله -سبحانه- أنهم في عطش شديد، ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله.
بين الله تعالى من بعد ذلك أن الذين عصوا واستكبروا قد جاءهم القرآن الكريم يهديهم، ويدعوهم إلى الحق، ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون
ولكنهم كفروا به، وطغوا، وطلبوا معرفة مآله، فبين -سبحانه- أنهم يعرفون مآل ما اشتمل عليه بقول الذين نسوه من قبل: قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون
بعد هذا البيان الحكيم في هذه السورة الكريمة وجه الله تعالى العقول إلى آياته في الكون فقال: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين وينهى رب الكون عن الفساد في الأرض، ويبين آياته -سبحانه- في إرسال الرياح بشرا بين يدي رحمته، وأنه -سبحانه- يرسل سحابا ثقالا إلى الأرض الميتة ليحييها.
ويقص بعد ذلك قصص أنبيائه، ليسري على محمد -صلى الله عليه وسلم- بقصصهم، وليسوق العبر والمثلات للمشركين ليعتبروا ويستبصروا، فيذكر خبر نوح مع قومه، ويرمونه بالضلالة، كما رمى المشركون محمدا بها، ويعجبون من أن الله أرسل رسولا، كما تعجبت قريش من رسالته -صلى الله عليه وسلم-، ويذكرهم بأن الله تعالى سينجي [ ص: 2774 ] محمدا من شرهم كما نجى نوحا: فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين
ويذكر من بعد نوح في هذه السورة الكريمة خبر هود مع قومه عاد، وكيف رموه بالسفاهة كما رمت قريش محمدا -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان فيهم الصادق الأمين، وكيف كان ينصح لهم، ويذكرهم بما آتاهم الله -تعالى- من نعمة، وقد عجبوا أن جاءهم رسول منهم، كما عجبت قريش: قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب وقال لهم هود: أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما نـزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين
وذكر -سبحانه وتعالى- من بعد قصة هود قصة صالح مع قومه ثمود؛ إذ دعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده، وأتى لهم بمعجزة حسية هي الناقة، وقد ذكرهم بما نزل بعاد من قبلهم، وذكرهم بنعمة الله تعالى: واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ولكنهم كفروا وعقروا الناقة، فأنزل الله تعالى عذابه الدنيوي، وتولى عنهم هود وقد أبلغهم رسالة ربه.
ومن بعده بعث الله لوطا إلى قومه، وذكر الله تعالى شذوذهم وأهلكهم الله تعالى: وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين
وأرسل إلى مدين أخاهم شعيبا، وقص الله -تعالى- في السورة قصصه مع قومه إذ دعاهم إلى الحق وإلى صراط مستقيم، وألا يفسدوا ولا يعتدوا ولا يصدوا عن سبيل الله، وقد آمنت طائفة، وطائفة منهم وهم الذين استكبروا، وحاولوا إخراج شعيب قائلين: لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا ولكن الله نجاه منهم، وقال لن نعود في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها.
[ ص: 2775 ] وقال الذين كفروا للذين آمنوا: لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون وقد أخذتهم بسبب عصيانهم الرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين..، فتولى عنهم شعيب وقال لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين.
وقد بين -سبحانه وتعالى- في هذه السورة الكريمة سنته مع الذين يرسل إليهم النبيين أن يختبرهم بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون، ثم يختبرهم من بعد ذلك بالحسنة لعلهم يدركون، ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فإذا كفروا، ولم تردعهم الضراء، ولم يشكروا السراء، أخذهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون.
ولقد ذكر -سبحانه وتعالى- أن أهل القرى، لو أنهم آمنوا لأتتهم النعم من حيث لا يشعرون: ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون
ولقد ذكر سبحانه في هذه السورة المحكمة غفلة أهل القرى أي: المدن العظيمة عن أن يأتيهم عذاب الله تعالى في آياته سبحانه وتعالى، وأن الذين يرثون أرضها لا يهتدون، ولا يعتبرون بما كان منهم: وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين
ذكر بعد هذه العبرة التي بينها -سبحانه وتعالى- في سنته في الهداية، وعقاب من لا يهتدون قصة موسى وفرعون، ومعجزة موسى، بل معجزاته مع فرعون، طاغية الوجود الإنساني في مصر، بل لا يزال مثلا يضرب لكل طاغية في الأرض.
تقدم موسى إلى فرعون يدعوه إلى الله تعالى، وتقدم بعصاه فحرض فرعون قومه أنه يريد أن يخرجهم من أرضهم بسحره.
[ ص: 2776 ] جاءوا بكل ساحر عليم، وتقدم موسى بعصاه، قاهر موسى للسحرة: ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم فأمر الله تعالى موسى أن يلقي بعصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون، فخر السحرة ساجدين؛ لأنهم علموا أن ما جاء به موسى ليس سحرا.
عاقبهم فرعون وقال: لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين قالوا إنا إلى ربنا منقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
وقد أخذت شيعة فرعون ترد على موسى كالشأن في كل طاغية لا يطغى إلا بشيعة تحسن له الشر، وتقبح له الخير، قالوا لفرعون: أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين
ولكن بني إسرائيل يتململون بموسى ويقولون: أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض
أخذ الله تعالى آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات، وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه، وأرسل الله عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات.
وإذا اشتد الأمر بهم: قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فأغرقهم الله تعالى، وجاوز الله ببني إسرائيل البحر وأورثهم ملكا بعد أن كانوا مستضعفين في الأرض.
ولكن بني إسرائيل بعد أن جاوزوا البحر عادت إليهم وثنية الفراعنة: قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون [ ص: 2777 ] وذكرهم الله الذي نجاهم من فرعون وملئه الذين كانوا يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، ويسومهم سوء العذاب: وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم
واعد الله تعالى موسى أربعين ليلة: وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين
ذهب موسى لميقات ربه: وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين قبل الله توبة موسى وبين له اصطفاءه له: وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء من أحكام شريعته عليه السلام، ويقول الله عن هذه الألواح: سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وقد بين -سبحانه وتعالى- جزاءهم في الآخرة.
وفي غيبة موسى الأربعين ليلة: واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار وزين لهم الشيطان عبادة العجل التي تقبلها المصريون في نفوسهم.
وإن الناس يضلون فإذا رأوا داعية الهداية ذهب عنهم ضلالهم فلما رأوا موسى سقط في أيديهم: ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين
رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا، وقال: بئسما خلفتموني من بعدي، وأخذ يعتب على أخيه هارون: وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي
أحس موسى بأنه تجاوز في غضبه فاتجه إلى ربه ضارعا: رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين وذكر الله ما سينال الذين اتخذوا العجل ولم يتوبوا، وقال: سينالهم غضب من ربهم وذلة.
[ ص: 2778 ] وبعد أن ذهبت ضجة العجل وسكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفيها هدى ورحمة - واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقات الله، فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء
اتجه موسى وقومه ضارعين إلى الله تعالى وقالوا: إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون
وذكر منهم ممن تتسع له رحمته: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنـزل معه أولئك هم المفلحون
ويأمر الله -تعالى- في هذه السورة نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر البشارة به بأن يقول: إنه رسول الله تعالى إلى الناس جميعا ويدعوهم إلى اتباعه.
وتعود الآيات إلى قوم موسى -عليه السلام- فيذكر أن: ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ويذكر أنه -سبحانه وتعالى- قطعهم في الأرض: اثنتي عشرة أسباطا أمما ثم يذكر -سبحانه وتعالى- آياته منهم ونعمه عليهم، من ضرب الحجر بعصا: فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وأنه أنزل عليهم المن والسلوى، وأنه ظلل عليهم الغمام وأنهم لم يشكروا النعمة، بل كفروا بها.
ويذكر حالهم يوم السبت إذ حرم عليهم الصيد فيه: واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم
[ ص: 2779 ] ولقد يئس بعض المهتدين منهم من هداية إخوانهم فقالوا: تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون ولقد بين الله تعالى حال الذين نسوا ما ذكروا به، وأنه أنجى الذين ينهون عن السوء، وأصاب الذين ظلموا بعذاب بما كانوا يفسقون، ولقد ذكر الله حال بني إسرائيل من بعد موسى، فقد بعث عليهم من يسومهم سوء العذاب، وقطعه في الأرض أمما، وورث من بعدهم خلف يأخذون أدنى ما في الكتاب وإن يأتهم عرض يأخذوه، ويقولون: سيغفر لنا.
وإن بني إسرائيل قد مردوا على العصيان وقد أخذ الله -تعالى- الميثاق ورفع الجبل فوقهم كأنه ظلة، وظنوا أنه واقع بهم وأخذ عليهم الميثاق، وهم تحت تأثير تلك الآية القاطعة، وقال: خذوا ما أتيناكم بقوة، ولكنهم نقضوه ولم ينفذوه.
ولقد بين الله سبحانه أنه أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ودل ذلك على أن التوحيد دين الفطرة وبين سبحانه أن هذه الآية الفطرية التي أودعها الأخلاف والذرية من ينسلخ منها يتبعه الشيطان ويغويه وتكون كل أعماله في دائرة الشر: كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا وأسوأ الأمثال مثل الذين كذبوا بآيات الله وأنفسهم كانوا يظلمون
وإن من يهديه الله فهو المهتدي، ولقد خلق الله لجهنم كثيرا من الجن والإنس، وهؤلاء لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك هم الغافلون.
وأخذ -سبحانه وتعالى- في هذه السورة الكريمة يذكر الذين اهتدوا في مقابل الذين كفروا وظلموا، وقال في الذين كفروا: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين
[ ص: 2780 ] ووجه الله تعالى أنظار الناس إلى ملكوت السماوات والأرض، وبين أنه من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون
وذكر الله تعالى الساعة وأنه وحده هو الذي يعلمها: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون
بعد ذلك بين الله -سبحانه وتعالى- خلق الإنسان وزوجه ليسكن إليها، وصور سبحانه ضلال الإنسان بمن تحمل امرأته حملا خفيفا فمرت فلما ثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين: فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون
وبين -سبحانه وتعالى- ضلال من يشركون وذكر أنهم يدعون في عبادتهم أوثانا لا تضر ولا تنفع سواء أكانوا أحجارا أم غيرها، وقال سبحانه: إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون إن وليي الله الذي نـزل الكتاب وهو يتولى الصالحين والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون
ولقد دعا الله -تعالى- نبيه إلى ما يتجلى به في الدعوة فقال: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإما ينـزغنك من الشيطان نـزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون
[ ص: 2781 ] ولقد أوصى الله المؤمنين من ضمن وصيته لنبيه: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون
هذه إشارة موجزة إلى بيان ما اشتملت سورة الأعراف إجمالا، ثم نقدمها بين يدي ذكر معانيها، ولنبدأ من بعد ذكر ما يسعه إدراكنا من معانيها والله الهادي.
معاني السورة الكريمة
بسم الله الرحمن الرحيم
المص كتاب أنـزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين اتبعوا ما أنـزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين
المص قد تقدم القول في الحروف المفردة التي تبتدئ بها أوائل بعض السور، وهي من المتشابه الذي اختص به علم الله.
كتاب أنـزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه
كتاب خبر لمبتدأ محذوف، أو خبر المص على نظر بعض الذين قالوا: إنها اسم للسورة أو الكتاب، والتنكير هنا لبيان شرفه العظيم، أي: أنه كتاب بالغ الغاية في شرفه ورفعته ومؤداه؛ لأنه منزل من عند الله تعالى العالم بكل شيء، [ ص: 2782 ] والقادر على كل شيء العزيز الحكيم، وقال:
تفسير سورة الأعراف
- تفسير قوله تعالى المص
- تفسير قوله تعالى كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به
- تفسير قوله تعالى اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه
- تفسير قوله تعالى وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا
- تفسير قوله تعالى فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين
- تفسير قوله تعالى فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين
- تفسير قوله تعالى فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين
- تفسير قوله تعالى والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون
- تفسير قوله تعالى ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم
- تفسير قوله تعالى ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش
- تفسير قوله تعالى ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا
- تفسير قوله تعالى قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه
- تفسير قوله تعالى قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج
- تفسير قوله تعالى قال أنظرني إلى يوم يبعثون
- تفسير قوله تعالى قال إنك من المنظرين قال فبما أغويتني لأقعدن لهم
- تفسير قوله تعالى ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم
- تفسير قوله تعالى قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم
- تفسير قوله تعالى ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما
- تفسير قوله تعالى وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين
- تفسير قوله تعالى فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما
- تفسير قوله تعالى قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا
- تفسير قوله تعالى قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع
- تفسير قوله تعالى قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون
- تفسير قوله تعالى يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير
- تفسير قوله تعالى يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما
- تفسير قوله تعالى وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها
- تفسير قوله تعالى قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين
- تفسير قوله تعالى فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله
- تفسير قوله تعالى يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا
- تفسير قوله تعالى قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا
- تفسير قوله تعالى قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق
- تفسير قوله تعالى ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
- تفسير قوله تعالى يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح
- تفسير قوله تعالى والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون
- تفسير قوله تعالى فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم
- تفسير قوله تعالى قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار
- تفسير قوله تعالى وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون
- تفسير قوله تعالى إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة
- تفسير قوله تعالى لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين
- تفسير قوله تعالى والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة
- تفسير قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا
- تفسير قوله تعالى ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
- تفسير قوله تعالى الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون
- تفسير قوله تعالى وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة
- تفسير قوله تعالى وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين
- تفسير قوله تعالى ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم
- تفسير قوله تعالى أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون
- تفسير قوله تعالى ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله
- تفسير قوله تعالى الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم
- تفسير قوله تعالى ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون
- تفسير قوله تعالى هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا
- تفسير قوله تعالى إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
- تفسير قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين
- تفسير قوله تعالى ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب
- تفسير قوله تعالى وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت
- تفسير قوله تعالى والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات
- تفسير قوله تعالى لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
- تفسير قوله تعالى قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين
- تفسير قوله تعالى أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون
- تفسير قوله تعالى أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون
- تفسير قوله تعالى فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين
- تفسير قوله تعالى وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون
- تفسير قوله تعالى قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين
- تفسير قوله تعالى قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين
- تفسير قوله تعالى أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين
- تفسير قوله تعالى أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء
- تفسير قوله تعالى قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا
- تفسير قوله تعالى قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها
- تفسير قوله تعالى فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين
- تفسير قوله تعالى وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة
- تفسير قوله تعالى واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا
- تفسير قوله تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم
- تفسير قوله تعالى قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون
- تفسير قوله تعالى فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين
- تفسير قوله تعالى فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين
- تفسير قوله تعالى فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين
- تفسير قوله تعالى ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين
- تفسير قوله تعالى إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون
- تفسير قوله تعالى وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون
- تفسير قوله تعالى فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا
- تفسير قوله تعالى وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة
- تفسير قوله تعالى ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا
- تفسير قوله تعالى وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله
- تفسير قوله تعالى قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا
- تفسير قوله تعالى قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود
- تفسير قوله تعالى وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون
- تفسير قوله تعالى فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين
- تفسير قوله تعالى الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين
- تفسير قوله تعالى فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين
- تفسير قوله تعالى وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون
- تفسير قوله تعالى ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء
- تفسير قوله تعالى ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض
- تفسير قوله تعالى أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون
- تفسير قوله تعالى أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون
- تفسير قوله تعالى أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون
- تفسير قوله تعالى أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم
- تفسير قوله تعالى تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات
- تفسير قوله تعالى وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين
- تفسير قوله تعالى ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها
- تفسير قوله تعالى وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين
- تفسير قوله تعالى حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل
- تفسير قوله تعالى قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين
- تفسير قوله تعالى فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين
- تفسير قوله تعالى قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم
- تفسير قوله تعالى قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين
- تفسير قوله تعالى يأتوك بكل ساحر عليم
- تفسير قوله تعالى وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين
- تفسير قوله تعالى قال نعم وإنكم لمن المقربين
- تفسير قوله تعالى قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين
- تفسير قوله تعالى قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم
- تفسير قوله تعالى وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون
- تفسير قوله تعالى فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون
- تفسير قوله تعالى فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين
- تفسير قوله تعالى وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون
- تفسير قوله تعالى قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها
- تفسير قوله تعالى لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلبنكم أجمعين
- تفسير قوله تعالى قالوا إنا إلى ربنا منقلبون
- تفسير قوله تعالى وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين
- تفسير قوله تعالى وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك
- تفسير قوله تعالى قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده
- تفسير قوله تعالى قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم
- تفسير قوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون
- تفسير قوله تعالى فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه
- تفسير قوله تعالى وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين
- تفسير قوله تعالى فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا
- تفسير قوله تعالى ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك
- تفسير قوله تعالى فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون
- تفسير قوله تعالى فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين
- تفسير قوله تعالى وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها
- تفسير قوله تعالى وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى
- تفسير قوله تعالى إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون
- تفسير قوله تعالى قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين
- تفسير قوله تعالى وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم
- تفسير قوله تعالى وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة
- تفسير قوله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني
- تفسير قوله تعالى قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك
- تفسير قوله تعالى وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك
- تفسير قوله تعالى سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا
- تفسير قوله تعالى والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون
- تفسير قوله تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم
- تفسير قوله تعالى ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا
- تفسير قوله تعالى ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي
- تفسير قوله تعالى قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين
- تفسير قوله تعالى إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا
- تفسير قوله تعالى والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
- تفسير قوله تعالى ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون
- تفسير قوله تعالى واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم
- تفسير قوله تعالى واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به
- تفسير قوله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل
- تفسير قوله تعالى قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض
- تفسير قوله تعالى ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون
- تفسير قوله تعالى وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه
- تفسير قوله تعالى وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا
- تفسير قوله تعالى فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء
- تفسير قوله تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم
- تفسير قوله تعالى وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة
- تفسير قوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس
- تفسير قوله تعالى فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين
- تفسير قوله تعالى وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب
- تفسير قوله تعالى وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات
- تفسير قوله تعالى فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا
- تفسير قوله تعالى والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين
- تفسير قوله تعالى وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة
- تفسير قوله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم
- تفسير قوله تعالى أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون
- تفسير قوله تعالى وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون
- تفسير قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين
- تفسير قوله تعالى ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب
- تفسير قوله تعالى ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون
- تفسير قوله تعالى من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون
- تفسير قوله تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين
- تفسير قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون
- تفسير قوله تعالى وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون
- تفسير قوله تعالى والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون
- تفسير قوله تعالى وأملي لهم إن كيدي متين
- تفسير قوله تعالى أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين
- تفسير قوله تعالى أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء
- تفسير قوله تعالى من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون
- تفسير قوله تعالى يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو
- تفسير قوله تعالى قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت
- تفسير قوله تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت
- تفسير قوله تعالى فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله عما يشركون
- تفسير قوله تعالى أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون
- تفسير قوله تعالى وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون
- تفسير قوله تعالى إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين
- تفسير قوله تعالى ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان
- تفسير قوله تعالى إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين
- تفسير قوله تعالى والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون
- تفسير قوله تعالى وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون
- تفسير قوله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
- تفسير قوله تعالى وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم
- تفسير قوله تعالى إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون
- تفسير قوله تعالى وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون
- تفسير قوله تعالى وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي
- تفسير قوله تعالى وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون