الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا

                                                                                                                                                                                                        4487 حدثنا سعد بن حفص حدثنا شيبان عن منصور عن سعيد بن جبير قال قال ابن أبزى سل ابن عباس عن قوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وقوله ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق حتى بلغ إلا من تاب وآمن فسألته فقال لما نزلت قال أهل مكة فقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس التي حرم الله إلا بالحق وأتينا الفواحش فأنزل الله إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا إلى قوله غفورا رحيما

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : باب يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا قرأ الجمهور بالجزم في ( يضاعف ويخلد ) بدلا من الجزاء في قوله : يلق أثاما بدل اشتمال . وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بالرفع على الاستئناف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا سعد بن حفص ) هو الطلحي ، وشيبان هو ابن عبد الرحمن ، ومنصور هو ابن المعتمر .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن سعيد بن جبير قال : قال ابن أبزى ) بموحدة وزاي مقصورة واسمه عبد الرحمن ، وهو صحابي صغير .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سئل ابن عباس ) كذا في رواية أبي ذر بصيغة الفعل الماضي ، وهذه للنسفي ، وهو يقتضي أنه من رواية سعيد بن جبير عن ابن أبزى عن ابن عباس ، وفي رواية الأصيلي " سل " بصيغة الأمر وهو المعتمد ، ويدل عليه قوله بعد سياق الآيتين " فسألته " فإنه واضح في جواب قوله : " سل " وإن كان اللفظ الآخر يمكن توجيهه بتقدير سئل ابن عباس عن كذا فأجاب فسألته عن شيء آخر مثلا ، ولا يخفى تكلفه . ويؤيد الأول رواية شعبة في الباب الذي يليه عن منصور عن سعيد بن جبير قال : " أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس فسألته " وكذا أخرجه إسحاق بن إبراهيم في تفسيره عن جرير عن منصور ، وأخرجه ابن مردويه من طريق أخرى عن جرير بلفظ " قال : أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس " فذكره ، وذكر عياض ومن تبعه أنه وقع في رواية أبي عبيد القاسم بن سلام في هذا الحديث من طريق [1] عن سعيد بن جبير " أمرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس " فالحديث من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس ، ولغيره " أمرني ابن عبد الرحمن " قال : وقال بعضهم : لعله سقط " ابن " قبل عبد الرحمن وتصحف من " أمرني " ويكون الأصل " أمر ابن عبد الرحمن " ثم لا ينكر سؤال عبد الرحمن واستفادته من ابن عباس فقد سأله من كان أقدم منه وأفقه . قلت : الثابت في الصحيحين وغيرهما من المستخرجات عن سعيد بن جبير " أمرني عبد الرحمن بن أبزى أن أسأل ابن عباس " فالحديث من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس ، والذي زاد فيه سعيد بن عبد الرحمن أو ابن عبد الرحمن .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية