الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على [ ص: 276 ] أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي فيه وجهان: أحدهما: خزائن الأرض الأرزاق ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: خزائن النعم ، وهذا أعم. إذا لأمسكتم خشية الإنفاق فيه وجهان: أحدهما: لأمسكتم خشية الفقر ، والإنفاق الفقر ، قاله قتادة وابن جريج.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: يعني أنه لو ملك أحد المخلوقين خزائن الله تعالى لما جاد بها كجود الله تعالى لأمرين: أحدهما: أنه لا بد أن يمسك منها لنفقته وما يعود بمنفعته.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه يخاف الفقر ويخشى العدم ، والله عز وجل يتعالى في جوده عن هاتين الحالتين. وكان الإنسان قتورا فيه تأويلان: أحدهما: مقترا ، قاله قطرب والأخفش.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: بخيلا ، قاله ابن عباس وقتادة. واختلف في هذه الآية على قولين: أحدهما: أنها نزلت في المشركين خاصة ، قاله الحسن.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنها عامة ، وهو قول الجمهور.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية