الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        481 - وأما حديثه عن هشام بن عروة عن أبيه ، أنه قال في هذه الآية : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا " الإسراء 110 أنها نزلت في الدعاء .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        10917 - فقد قال بقول عروة جماعة ، وقد روته جماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، منهم : ابن المبارك ، وعيسى بن يونس .

                                                                                                                        10918 - وفي هذه المسألة أقوال نذكرها إن شاء الله .

                                                                                                                        10919 - فمن ذلك ما في سماع زيد بن عبد الرحمن بن مالك ، أنه سمعه يقول وقد سئل عن الله تعالى : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " الإسراء 110 [ ص: 169 ] فقال : أحسن ما سمعت في ذلك أنه عنى به أن لا يجهر بقراءته في صلاة النهار لأنها عجماء ، ولا يخافت بقراءته في صلاة الليل ، والصبح من النهار إلا أنه يجهر بها .

                                                                                                                        10920 - وفي هذا أيضا نص عن مالك أن الصبح من النهار وهو الحق الذي لا ريب فيه والحمد لله .

                                                                                                                        10921 - وأما الذين قالوا بقول عروة في هذه الآية ، أنها نزلت في الدعاء والمسألة ، فمنهم : إبراهيم النخعي ، ومجاهد .

                                                                                                                        10922 - وقال الحسن في قوله : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " قال : لا تصلها رياء ولا تتركها حياء .

                                                                                                                        10923 - وفي رواية أخرى عنه : " لا تحسن علانيتها ، ولا تسئ سريرتها " .

                                                                                                                        10924 - وقال آخرون : كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بقراءته فينتفع به المسلمون ويسمعونه ويأخذونه وكان الكفار يؤذونه مخافة لأن لا يسمع أحد قراءته فنزلت " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " الإسراء 110 .

                                                                                                                        10925 - وممن قال ذلك قتادة .

                                                                                                                        10926 - وروى الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحو ذلك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته بالقرآن ، وكان المشركون إذا سمعوا صوتا شتموا [ ص: 170 ] القرآن ، ومن جاء به فخفض النبي صلى الله عليه وسلم صوته بذلك ، فأنزل الله : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " الإسراء 110 .

                                                                                                                        10927 - فسمى القراءة هاهنا صلاة لأنها بها تقوم الصلاة
                                                                                                                        .

                                                                                                                        10928 - وقد روى شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير في قوله : " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " قال : نزلت في بسم الله الرحمن الرحيم ، كان المشركون إذا سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بها هزءوا منه ، وكان مسيلمة يسمى الرحمن ، قالوا : يذكر إله اليمامة ، فنزلت " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " الإسراء 110 .

                                                                                                                        10929 - وقال ابن سيرين : كان أبو بكر الصديق ( رضي الله عنه ) يخافت بالقراءة في صلاة الليل ، وكان عمر رضي الله عنه يجهر ويرفع صوته ، فنزلت هذه الآية .

                                                                                                                        10930 - وقال الحسن في قوله : " وابتغ بين ذلك سبيلا " الإسراء 110 قال : تكون سريرتك موافقة لعلانيتك .




                                                                                                                        الخدمات العلمية