الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تفه ]

                                                          تفه : تفه الشيء يتفه تفها وتفوها وتفاهة : قل وخس ، فهو تفه وتافه . ورجل تافه العقل أي : قليله . والتافه : الحقير اليسير ، وقيل : الخسيس القليل . وفي الحديث : قيل : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما الرويبضة ؟ فقال : " الرجل التافه ينطق في أمر العامة " ; قال : التافه الحقير الخسيس . وفي حديث عبد الله بن مسعود وذكر القرآن : لا يتفه ولا يتشان ، يتشان : يبلى من الشن ، ولا يخلق من كثرة الترداد ، من الشن ، وهو [ ص: 229 ] السقاء الخلق ، وقوله لا يتفه هو من الشيء التافه ، وهو الخسيس الحقير . وفي الحديث : كانت اليد لا تقطع في الشيء التافه ، ومنه قول إبراهيم : تجوز شهادة العبد في الشيء التافه ، قال ابن بري : شاهده قول الشاعر :


                                                          لا تنجز الوعد إن وعدت ، وإن أعطيت ، أعطيت تافها نكدا .



                                                          والأطعمة التفهة : التي ليس لها طعم حلاوة أو حموضة أو مرارة ، ومنهم من يجعل الخبز واللحم منها . وتفه الرجل تفوها ، فهو تافه : حمق . والتفة : عناق الأرض ، وهي أيضا المرأة المحقورة ، والمعروف فيهما التفة ، تقول العرب : استغنت التفة عن الرفة ، الرفة : التبن ; لأنها تطعم اللحم إذ كانت سبعا ، عن أبي حنيفة في أنوائه ، قال ابن بري : والصحيح تفة ورفة كما ذكر الجوهري في فصل رفة فإنه قال : التفة والرفة بالتاء التي يوقف عليها بالهاء ; قال : وكذلك ذكره ابن جني عن ابن دريد وغيره . ويقال : التفة والرفة ، بالتخفيف ، مثل الثبة والقلة ; قال : وهذا هو المشهور ; قال : وذكرها ابن السكيت في أمثاله فقال : أغنى عن ذلك من التفة عن الرفة ، بالتخفيف لا غير وبالهاء الأصلية ; وأنشد ابن فارس شاهدا على تخفيف التفة والرفة :


                                                          غنينا عن وصالكم حديثا     كما غني التفات عن الرفات .



                                                          وأنشد أبو حنيفة في كتاب النبات يصف ظليما :


                                                          حبست مناكبه السفا ، فكأنه     رفة بأنحية المداوس مسند .



                                                          شبه ما أضافت الريح إلى مناكبه وهو حاضن بيضه لا يبرح بالتبن المجموع في ناحية البيدر ، وأنحية : جمع ناحية مثل واد وأودية ; قال : وجمع فاعل على أفعلة نادر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية