الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين تدعون من دون الله أي تعبدونهم وتسمونهم آلهة . عباد أمثالكم من حيث إنها مملوكة مسخرة . فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين أنهم آلهة ، ويحتمل أنهم لما نحتوها بصور الأناسي قال لهم : إن قصارى أمرهم أن يكونوا أحياء عقلاء أمثالكم فلا يستحقون عبادتكم كما لا يستحق بعضكم عبادة بعض ، ثم عاد عليه بالنقض فقال : ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها وقرئ « إن الذين » بتخفيف « إن » ونصب « عباد » على أنها نافية عملت عمل ما الحجازية ولم يثبت مثله ، و « يبطشون » بالضم ها هنا وفي « القصص » و « الدخان » . قل ادعوا شركاءكم واستعينوا بهم في عداوتي . ثم كيدون فبالغوا فيما تقدرون عليه من مكر ، وهي أنتم وشركاؤكم . فلا تنظرون فلا تمهلون فإني لا أبالي بكم لوثوقي على ولاية الله تعالى وحفظه .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية