الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ همج ]

                                                          همج : همجت الإبل من الماء تهمج همجا ، وهي هامجة : شربت منه فاشتكت عنه ; وهي إبل هوامج . والهمج : جمع همجة ، وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمر وأعينها . وفي حديث علي - رضي الله تعالى عنه - : سبحان من أدمج قوائم الذرة . والهمجة ; هي واحدة الهمج ، ذباب صغير يسقط على وجوه الإبل والغنم والحمير وأعينها ; وقيل : الهمج صغار الدواب . الليث : الهمج كل دود ينفقئ عن ذباب أو بعوض ; يقال لرذالة [ ص: 89 ] الناس : همج ; وقال ابن الأعرابي : والهمج البعوض والذباب . والهمج ، في كلام العرب : أصله البعوض ، الواحدة همجة ، ثم يقال لرذال الناس : همج هامج ; قال ابن خالويه : الهمج الجوع ، وبه سمي البعوض لأنه إذا جاع عاش وإذا شبع مات . والهمج : الجوع . وهمج إذا جاع ; قال الراجز :


                                                          قد هلكت جارتنا من الهمج وإن تجع تأكل عتودا

                                                          أو بذج والهمج : الرعاع من الناس ; وقيل : هم الأخلاط ، وقيل : هم الهمل الذين لا نظام لهم . وكل شيء ترك بعضه يموج في بعض ، فهو هامج . وقالوا : همج هامج ، فإما أن يكون على ذلك ، وإما أن يكون على المبالغة ; قال الحارث بن حلزة :


                                                          يترك ما رقح من عيشه     يعيث فيه همج هامج

                                                          وقولهم : همج هامج ، توكيد له كقولك : ليل لائل . ويقال للرعاع من الناس الحمقى : إنما هم همج هامج ; وقول أبي محرز المحاربي :


                                                          قد هلكت جارتنا من الهمج

                                                          قالوا : سوء التدبير في المعاش ; وفي حديث علي - رضي الله عنه - : وسائر الناس همج رعاع ; شبه علي - عليه السلام - رعاع الناس بالبعوض . والهمج : رذال الناس . ويقال لأشابة الناس الذين لا عقول لهم ولا مروءة : همج هامج . وقوم همج : لا خير فيهم ; قال حميد بن ثور :


                                                          هميج تعلل عن خادل     نتيج ثلاث بغيض الثرى

                                                          يعني : الولد نتيج ثلاث بغيض . ورجل همج وهمجة : أحمق ، والأنثى بالهاء لا غير ، وجمع الهمج أهماج ; قال رؤبة :


                                                          في مرشقات لسن بالأهماج

                                                          أبو سعيد : الهمجة من الناس الأحمق الذي لا يتماسك ، والهمج : جمع الهمجة . والهمجة : الشاة المهزولة ; وقول أبي ذؤيب :


                                                          كأن ابنة السهمي يوم لقيتها     موشحة بالطرتين هميج

                                                          قالوا : ظبية ذعرت من الهمج . ويقال للنعجة إذا هرمت : همجة وعشمة . والهمجة : النعجة . والهميج من الظباء : الذي له جدتان على ظهره سوى لونه ، ولا يكون ذلك إلا في الأدم منها ، يعني البيض ، وكذلك الأنثى بغير هاء ، وقيل : هي التي لها جدتان في طرتيها ; وقيل : هي التي هزلها الرضاع ; وقيل : هي الفتية الحسنة الجسم ; قال أبو ذؤيب يصف ظبية :


                                                          موشحة بالطرتين هميج

                                                          ومعنى قوله هميج : هي التي أصابها وجع فذبل وجهها . يقال : اهتمج وجهه أي ذبل . والهميج : الخميص البطن . واهتمجت نفس الرجل : ضعفت من جهد أو حر ; واهتمج الرجل نفسه . وأهمج الفرس إهماجا في جريه ، فهو مهمج ثم ألهب في ذلك ، وذلك إذا اجتهد في عدوه . وقال اللحياني : يكون ذلك في الفرس وغيره مما يعدو ; وأنشد شمر لأبي حية النميري :

                                                          وقلت لطفلة منهن ليست بمتفال ولا همجى الكلام قال : يريد الشرارة والسماجة . قال : وقال ابن الأعرابي : الإهماج والإسماج . وهمجت الإبل من الماء تهمج همجا ، بالتسكين ، إذا شربت دفعة واحدة حتى رويت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية