الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هنبر ]

                                                          هنبر : الهنبرة : الأتان ، وهي أم الهنبر . وأم الهنبر : الضبع في لغة بني فزارة ; قال الشاعر القتال الكلابي ، واسمه عبيد بن المضرجي :


                                                          يا قاتل الله صبيانا تجيء بهم أم الهنيبر من زند لها واري     من كل أعلم مشقوق وتيرته
                                                          لم يوف خمسة أشبار بشبار

                                                          ويروى : يا قبح الله ضبعانا . وفي شعره : من زند لها حاري ، والحاري : الناقص ، والواري : السمين ، والأعلم : المشقوق الشفة العليا ، والوتيرة : إطار الشفة . وأبو الهنبر : الضبعان ; وقول الشاعر :


                                                          ملقين لا يرمون أم الهنبر

                                                          الأصمعي : هي الضبع ; وغيره : هي الحمارة الأهلية . الأصمعي : الهنبر مثل الخنصر ، ولد الضبع ، والهنبر الجحش ، ومنه قيل للأتان أم الهنبر . ابن سيده : هو الهنبر ، والهنبر الثور والفرس ; وهو أيضا الأديم الرديء ; وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          يا فتى ما قتلتم غير دعبو     ب ولا من قوارة الهنبر

                                                          قال : الهنبر ههنا الأديم . وفي حديث كعب في صفة الجنة فقال : فيها هنابير مسك يبعث الله تعالى عليها ريحا تسمى المثيرة ، فتثير ذلك المسك على وجوههم . وقالوا : الهنابير والنهابير ، رمال مشرفة ، واحدتها نهبورة وهنبورة ، وقيل في قوله فيها هنابير مسك ، وقيل : أراد أنابير جمع أنبار ، قلبت الهمزة هاء ، وهي كثبان مشرفة ، أخذ من انتبار الشيء ، وهو ارتفاعه ، والأنبار من الطعام مأخوذ منه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية