الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              3949 5- باب فيمن ملك ذا رحم محرم

                                                              494 \ 3779 - عن الحسن وهو البصري- عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم; وقال موسى وهو ابن إسماعيل- في موضع آخر: عن سمرة فيما يحسب حماد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ملك ذا رحم محرم فهو حر .

                                                              وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه . وقد تقدم اختلاف الأئمة في سماع الحسن من سمرة.وقال أبو داود: لم يحدث هذا الحديث إلا حماد بن سلمة، وقد شك فيه. [ ص: 32 ] وقال أبو داود أيضا: "شعبة أحفظ من حماد بن سلمة"، يعني أن شعبة رواه مرسلا .

                                                              وقال الخطابي: أراد أبو داود من هذا: أن الحديث ليس بمرفوع، أو ليس بمتصل، إنما هو عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                              وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مسندا إلا من حديث حماد بن سلمة.

                                                              وقال البيهقي: والحديث إذا انفرد به حماد بن سلمة، ثم شك فيه، ثم يخالفه فيه من هو أحفظ منه وجب التوقف فيه. وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذا الحديث. وقال علي ابن المديني: هذا عندي منكر.

                                                              ثم قال ابن القيم رحمه الله: هذا الحديث له خمس علل.

                                                              [ ص: 33 ] إحداها: تفرد حماد بن سلمة به، فإنه لم يحدث به غيره.

                                                              الثانية: أنه قد اختلف فيه حماد وشعبة، عن قتادة، فشعبة أرسله، وحماد وصله، وشعبة شعبة.

                                                              الثالثة: أن سعيد بن أبي عروبة خالفهما، فرواه، عن قتادة، عن عمر بن الخطاب: قوله.

                                                              الرابعة: أن محمد بن يسار رواه عن معاذ، عن أبيه، عن قتادة، عن الحسن: قوله. وقد ذكر أبو داود هذين الأثرين.

                                                              الخامسة: الاختلاف في سماع الحسن من سمرة.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية