الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1088 ) فصل : والأفضل فعله في آخر الليل ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم { : من خاف أن لا يقوم من آخر الليل ، فليوتر من أوله ، ومن طمع أن يقوم آخره ، فليوتر آخر الليل ; فإن صلاة آخر الليل مشهودة } وذلك أفضل وهذا صريح . وقال عليه السلام { الوتر ركعة من آخر الليل } وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر آخر الليل وقالت عائشة : { من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى وتره إلى السحر } . ومن كان له تهجد جعل الوتر بعد تهجده ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك . وقال : { اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا } مع ما ذكرنا من الأخبار . فإن خاف أن لا يقوم من آخر الليل ، استحب أن يوتر أوله ; لأن { النبي صلى الله عليه وسلم أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء بالوتر قبل النوم . وقال من خاف أن لا يقوم آخر الليل فليوتر من أوله } وهذه الأحاديث كلها صحاح ، رواها مسلم ، وغيره .

                                                                                                                                            وروى أبو داود ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر : متى توتر ؟ قال : أوتر من أول الليل . وقال لعمر : متى توتر ؟ قال : آخر الليل . فقال لأبي بكر : أخذ هذا بالحزم وأخذ هذا بالقوة } وأي وقت أوتر من الليل ، بعد العشاء أجزأه . لا نعلم فيه خلافا ، وقد دلت الأخبار عليه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية