الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما ؛ الأصل : " لما " ؛ ولكن الألف تحذف مع حروف الجر؛ نحو " لم " ؛ و " عم " ؛ و " بم " ؛ قال الله (تعالى) : فبم تبشرون ؛ عم يتساءلون ؛ ومعنى الآية أنهم لاموهم في عظة قوم يعلمون أنهم غير مقلعين؛ هذا الأغلب عليهم في العلم بهم؛ الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ؛ ومعنى " أو " - والله أعلم - : أنهم أخبروهم - على قدر ما رأوا من أعمالهم - أنهم مهلكون في الدنيا؛ أو معذبون في الآخرة؛ لا محالة؛ وقوله : قالوا معذرة إلى ربكم ؛ المعنى : قالوا : موعظتنا إياهم معذرة إلى ربكم؛ ولعلهم يتقون ؛ فالمعنى أنهم قالوا : الأمر بالمعروف واجب علينا؛ فعلينا موعظة هؤلاء لعلهم يتقون؛ أي : وجائز عندنا أن ينتفعوا بالمعذرة. [ ص: 386 ] ويجوز النصب في " معذرة " ؛ فيكون المعنى في قوله : " قالوا معذرة إلى ربكم " ؛ على معنى " يعتذرون معذرة " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية