الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هوأ ]

                                                          هوأ : هاء بنفسه إلى المعالي يهوء هوءا : رفعها وسما بها إلى المعالي . والهوء ، الهمة ، وإنه لبعيد الهوء ، بالفتح ، وبعيد الشأو أي بعيد الهمة . قال الراجز :


                                                          لا عاجز الهوء ولا جعد القدم

                                                          وإنه لذو هوء إذا كان صائب الرأي ماضيا . والعامة تقول : يهوي بنفسه . وفي الحديث : إذا قام الرجل إلى الصلاة ، فكان قلبه وهوءه إلى الله ، انصرف كما ولدته أمه . الهوء ، بوزن الضوء : الهمة . وفلان يهوء بنفسه إلى المعالي أي يرفعها ويهم بها . وما هؤت هوءه أي ما شعرت به ولا أردته . وهؤت به خيرا فأنا أهوء به هوءا : أزننته به ، والصحيح هوت ، كذلك حكاه يعقوب ، وهو مذكور في موضعه . وقال اللحياني : هؤته بخير ، وهؤته بشر ، وهؤته بمال كثير هوءا أي أزننته به . ووقع ذلك في هوئي وهوئي أي ظني . قال اللحياني ، وقال بعضهم : إني لأهوء بك عن هذا الأمر أي أرفعك عنه . أبو عمرو : هؤت به وشؤت به أي فرحت به . ابن الأعرابي : هأى أي ضعف ، وأهى إذا قهقه في ضحكه . وهاوأت الرجل : فاخرته كهاويته . والمهوأن ، بضم الميم : الصحراء الواسعة . قال رؤبة :


                                                          جاءوا بأخراهم على خنشوش     في مهوأن بالدبى مدبوش

                                                          قال ابن بري : جعل الجوهري مهوأنا في فصل هوأ ، وهم منه ; لأن مهوأنا وزنه مفوعل . وكذلك ذكره ابن جني ، قال : والواو فيه زائدة ; لأن الواو لا تكون أصلا في بنات الأربعة . والمدبوش : الذي أكل الجراد نبته . وخنشوش : اسم موضع . وقد ذكر ابن سيده المهوأن في مقلوب هنأ ، قال : المهوأن : المكان البعيد . قال : وهو مثال لم يذكره سيبويه . وهاء كلمة تستعمل عند المناولة تقول : هاء يا رجل ، وفيه لغات ، تقول للمذكر والمؤنث هاء على لفظ واحد ، وللمذكرين هاءا ، وللمؤنثتين هائيا ، وللمذكرين هاءوا ، ولجماعة المؤنث هاؤن ، ومنهم من يقول : هاء للمذكر ، بالكسر ، مثل هات ، وللمؤنث هائي ، بإثبات الياء مثل هاتي ، وللمذكرين والمؤنثين هائيا مثل هاتيا ، ولجماعة المذكر هاءوا ، ولجماعة المؤنث هائين مثل هاتين ، تقيم الهمزة ، في جميع هذا ، مقام التاء ، ومنهم من يقول : هاء ، بالفتح ، كأن معناه هاك وهاؤما يا رجلان ، وهاؤموا يا رجال ، وهاء يا امرأة ، بالكسر بلا ياء ، مثل هاع . وهاؤما وهاؤمن . وفي الصحاح : وهاؤن : تقيم الهمز ، في ذلك كله ، مقام الكاف . ومنهم من يقول : هأ يا رجل ، بهمزة ساكنة ، مثل هع ، وأصله هاء أسقطت الألف لاجتماع الساكنين . وللاثنين هاءا ، وللجميع هاءوا ، وللمرأة هائي ، مثل هاعي ; وللاثنين هاءا ، للرجلين وللمرأتين مثل هاعا ، وللنسوة هأن مثل هعن ، بالتسكين . وحديث الربا : لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا هاء وهاء نذكره في آخر الكتاب في باب الألف اللينة ، إن شاء الله تعالى . وإذا قيل لك : هاء ، بالفتح ، قلت : ما أهاء أي ما آخذ ، وما أدري ما أهاء أي ما أعطي ، وما أهاء على ما لم يسم فاعله ، أي ما أعطى . وفي التنزيل العزيز : هاؤم اقرءوا كتابيه ، وسيأتي ذكره في ترجمة ها . وهاء مفتوح الهمزة ممدود : كلمة بمعنى التلبية .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية