الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ هيج ]

                                                          هيج : هاجت الأرض تهيج هياجا ، وهاج الشيء يهيج هيجا ، [ ص: 120 ] وهياجا وهيجانا ، واهتاج وتهيج : ثار لمشقة أو ضرر . تقول هاج به الدم ، وهاجه غيره وهيجه ، يتعدى ولا يتعدى . وهيجه وهايجه ، بمعنى ; وقوله :


                                                          إذا تغنى الحمام الورق هيجني ولو تعزيت عنها أم عمار

                                                          اكتفى فيه بالمسبب الذي هو التهييج من السبب الذي هو التذكير ; لأنه لما قال هيجني ، دل على ذكرني فنصبها به . وشيء هيوج على التعدي ، والأنثى هيوج أيضا ; قال الراعي :


                                                          قلى دينه واهتاج للشوق إنها     على الشوق إخوان العزاء هيوج

                                                          ومهياج كهيوج . وأهاجت الريح النبت : أيبسته . ويوم الهياج : يوم القتال . وتهايج الفريقان إذا تواثبا للقتال . وهاج الشر بين القوم . والهيج والهياج والهيجا والهيجاء : الحرب ، بالمد والقصر ، لأنها مواطن غضب . وفي الحديث : لا ينكل في الهيجاء أي لا يتأخر في الحرب ; ومنه قصيد كعب :


                                                          من نسج داود في الهيجا سرابيل

                                                          وقال لبيد :


                                                          وأربد فارس الهيجا إذا ما     تقعرت المشاجر بالفئام

                                                          وقال آخر :


                                                          إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا     فحسبك والضحاك سيف مهند

                                                          وتقول : هيجت الشر بينهم . وهاج الإبل هيجا : حركها بالليل إلى المورد والكلأ ، والمهياج من الإبل : التي تعطش قبل الإبل . وهاجت الإبل إذا عطشت . والملواح مثل المهياج . وهاج هائجه : اشتد غضبه وثار . وهدأ هائجه : سكنت فورته . وفي حديث الاعتكاف : هاجت السماء فمطرنا أي تغيمت وكثرت ريحها . وفي حديث الملاعنة : رأى مع امرأته رجلا فلم يهجه أي لم يزعجه ولم ينفره . وهيجت الناقة فانبعثت ، ويقال : هجته فهاج ; قال الشاعر :


                                                          هيه وإن هجناك يا ابن     الأطول وناقة مهياج

                                                          أي نزوع إلى وطنها . والهائج : الفحل الذي يشتهي الضراب . وهاج الفحل يهيج هياجا وهيوجا وهيجانا واهتاج : هدر وأراد الضراب . وفحل هيج : هائج ، مثل به سيبويه ، وفسره السيرافي ، وفي بعض النسخ هيخ ، بالخاء المعجمة ، ولم يفسره أحد ; قال ابن سيده : وهو خطأ ، وفي حديث الديات : وإذا هاجت الإبل رخصت ونقصت قيمتها . هاج الفحل إذا طلب الضراب ، وذلك مما يهزله فيقل ثمنه . والهاجة : النعجة التي لا تشتهي الفحل ; قال ابن سيده : وهو عندي على السلب كأنها سلبت الهياج . والهيج : الريح الشديدة . والهيج : الصفرة . والهيج : الجفاف . والهيج : الحركة . والهيج : الفتنة . والهيج : هيجان الدم أو الجماع أو الشوق . وهاج البقل هياجا ، فهو هائج ، وهيج : يبس واصفر وطال ، فهو هائج . وفي التنزيل : ثم يهيج فتراه مصفرا ; وأرض هائجة : يبس بقلها أو اصفر ; وفي الحديث : تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج أي تيبس وتصفر ; ومنه الحديث : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر بغصن فقطع أو كان مقطوعا ، قد هاج ورقه ; وفي حديث علي - رضوان الله عليه - : لا يهيج على التقوى زرع قوم ; أراد : من عمل عملا لم يفسد عمله ولم يبطل ، كما يهيج الزرع فيهلك . وهاجت الأرض هيجا وهيجانا : يبس بقلها . وأهيجها وجدها هائجة النبات ; قال رؤبة :


                                                          وأهيج الخلصاء من ذات البرق

                                                          ويقال : يومنا يوم هيج أي يوم غيم ومطر . ويومنا يوم هيج أيضا أي يوم ريح ; قال الراعي :


                                                          ونار وديقة في يوم هيج     من الشعرى نصبت له الحنينا

                                                          ويروى : يوم ريح . الأصمعي : يقال للسحاب أول ما ينشأ : هاج له هيج حسن ; وأنشد للراعي :


                                                          تراوحها رواغة كل هيج     وأرواح أطلن بها الحنينا

                                                          والهاجة : الضفدعة الأنثى ، والنعامة ، والجمع هاجات ، وتصغيرها بالواو والياء هويجة ، ويقال هبيجة ، وجمع الهاجة هاجات . وهيج ، كسر بغير تنوين : من زجر الناقة خاصة ; قال :


                                                          تنجو إذا قال حاديها لها هيج



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية