الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1092 ) فصل : قال أحمد رحمه الله : الأحاديث التي جاءت ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة ، كان قبلها صلاة متقدمة } . قيل له : أوتر في السفر بواحدة ؟ قال : يصلي قبلها ركعتين . قيل له : يكون بين الركعة وبين المثنى ساعة ؟ قال يعجبني أن يكون بعده ومعه . ثم احتج فقال : { صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بركعة } . فقيل له : رجل تنفل بعد العشاء الآخرة ثم تعشى ، ثم أراد أن يوتر يعجبك أن يركع ركعتين ثم يوتر ؟ قال : نعم . وسئل عمن صلى من الليل ، ثم نام ولم يوتر ؟ قال : يعجبني أن يركع ركعتين ، ثم يسلم ، ثم يوتر بواحدة .

                                                                                                                                            وسئل عن رجل أصبح ولم يوتر ؟ قال : لا يوتر بركعة ، إلا أن يخاف طلوع الشمس . قيل : يوتر بثلاث ؟ قال : نعم . يصلي الركعتين ، إلا أن يخاف طلوع [ ص: 455 ] الشمس . قيل له : فإذا لحق مع الإمام ركعة الوتر ؟ قال : إن كان الإمام يفصل بينهن بسلام أجزأته الركعة ، وإن كان الإمام لا يسلم في الثنتين تبعه ، ويقضي مثل ما صلى ، فإذا فرغ قام يقضي ولا يقنت . وقيل لأبي عبد الله : رجل ابتدأ يصلي تطوعا ، ثم بدا له ، فجعل تلك الركعة وترا ؟ فقال : لا ، كيف يكون هذا ؟ قد قلب نيته . قيل له : أيبتدئ الوتر ؟ قال : نعم . وقال أبو عبد الله : إذا قنت قبل الركوع كبر ، ثم أخذ في القنوت .

                                                                                                                                            وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا فرغ من القراءة كبر ، ثم قنت ، ثم كبر حين يركع . وروي ذلك عن علي ، وابن مسعود ، والبراء ، وهو قول الثوري ولا نعلم فيه خلافا .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية