الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ؛ يقال للذي يجيء في أثر قرن : " خلف " ؛ و " الخلف " : ما أخلف عليك بدلا مما أخذ منك؛ ويقال في هذا " خلف " ؛ أيضا؛ فأما ما أخلف عليك بدلا مما ذهب منك فهو " الخلف " ؛ بفتح اللام؛ وقوله : ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ؛ قيل : إنهم كانوا يرتشون على الحكم؛ ويحكمون بجور؛ وقيل : إنهم كانوا يرتشون ويحكمون بحق؛ وكل ذلك عرض خسيس؛ وقوله : ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ؛ فالفائدة أنهم كانوا يذنبون بأخذهم الرشا؛ ويقولون سيغفر لنا من غير أن يتوبوا؛ لأن قوله : وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ؛ دليل على إصرارهم على الذنب؛ والله - جل وعز - وعد بالمغفرة في العظائم التي توجب النار؛ مع التوبة؛ فقال : ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه ؛ أي : فهم ذاكرون لما أخذ عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية