الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأم

                                                          وأم : ابن الأعرابي : المواءمة الموافقة ، واءمه وئاما ومواءمة : وافقه ، وواءمته مواءمة ووئاما : وهي الموافقة أن تفعل كما يفعل ، وفي حديث الغيبة : إنه ليوائم أي يوافق ; وقال أبو زيد : هو إذا اتبع أثره وفعل فعله ، قال : ومن أمثالهم في المياسرة : لولا الوئام لهلك الإنسان ; قال السيرافي : المعنى أن الإنسان لولا نظره إلى غيره ممن يفعل الخير واقتداؤه به لهلك ، وإنما يعيش الناس بعضهم مع بعض ; لأن الصغير يقتدي بالكبير ، والجاهل بالعالم ، ويروى : لهلك اللئام أي لولا أنه يجد شكلا يتأسى به ويفعل فعله لهلك . وقال أبو عبيد : الوئام المباهاة ، يقول : إن اللئام ليسوا يأتون الجميل من الأمور على أنها أخلاقهم ، وإنما يفعلونها مباهاة وتشبيها بأهل الكرم ، فلولا ذلك لهلكوا ، وأما غير أبي عبيد من علمائنا فيفسرون الوئام الموافقة ، وقال : لولا الوئام ، هلك الأنام ; يقولون : لولا موافقة الناس بعضهم بعضا في الصحبة والعشرة لكانت الهلكة ، قال : ولا أحسب الأصل كان إلا هذا ، قال ابن بري : وورد أيضا لولا الوئام ، هلكت جذام ; ويقال : فلانة توائم صواحباتها إذا تكلفت ما يتكلفن من الزينة ; وقال المرار :


                                                          يتواءمن بنومات الضحى حسنات الدل والأنس الخفر

                                                          والموأم : العظيم الرأس ; قال ابن سيده : أراه مقلوبا عن المئوم ، وهو مذكور في موضعه ، والتوأم : أصله ووأم ، وكذلك التولج أصله وولج ، وهو الكناس ، وأصل ذلك من الوئام ، وهو الوفاق ، وقد ذكر في فصل التاء متقدما ; قال الأزهري : وأعدت ذكره في هذه الترجمة لأعرفك أن التاء مبدلة من الواو ، وأنه ووأم . الليث : المواءمة المباراة ، ويوأم : قبيلة من الحبش أو جنس منه ; عن ابن الأعرابي ; وأنشد :


                                                          وأنتم قبيلة من يوأم     جاءت بكم سفينة من اليم

                                                          أراد من يوأم ، واليم فخفف وقوله من يوأم أي أنكم سودان فخلقكم مشوه ، قال ابن بري : وحكى حمزة عن يعقوب أنه يقال للبعد بن يوأم ; وأنشد :


                                                          وإن الذي كلفتني أن أرده     مع ابن عباد أو بأرض ابن يوأما
                                                          على كل نأي المحزمين     ترى له شراسيف تغتال الوضين المسمما

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية