الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وإذ أخذ ربك من بني آدم ؛ [ ص: 390 ] موضع " إذ " : نصب؛ المعنى : " واذكر إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم " ؛ " من ظهورهم " ؛ بدل من قوله : " من بني آدم " ؛ المعنى : " وإذ أخذ ربك ذريتهم وذرياتهم جميعا " ؛ وقوله : وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ؛ قال بعضهم : خلق الله الناس كالذر من صلب آدم ؛ وأشهدهم على توحيده؛ وهذا جائز أن يكون جعل لأمثال الذر فهما تعقل به أمره؛ كما قال : قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ؛ وكما قال : وسخرنا مع داود الجبال يسبحن ؛ و " كل مولود يولد على الفطرة - معناه أنه يولد وفي قلبه توحيد الله - حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه " ؛ وقال قوم : معناه أن الله - جل ثناؤه - أخرج بني آدم بعضهم من ظهور بعض؛ ومعنى وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم أن كل بالغ يعلم أن الله واحد؛ لأن كل ما خلق الله (تعالى) دليل على توحيده؛ وقالوا : لولا ذلك لم تكن على الكافر حجة؛ وقالوا : فمعنى " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ " : دلهم بخلقه على توحيده.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية