الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      ذكر أي مسجد وضع أولا

                                                                                                      690 أخبرنا علي بن حجر قال حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم قال كنت أقرأ على أبي القرآن في السكة فإذا قرأت السجدة سجد فقلت يا أبت أتسجد في الطريق فقال إني سمعت أبا ذر يقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي مسجد وضع أولا قال المسجد الحرام قلت ثم أي قال المسجد الأقصى قلت وكم بينهما قال أربعون عاما والأرض لك مسجد فحيثما أدركت الصلاة فصل

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      690 ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي مسجد وضع أولا؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي؟ قال : المسجد الأقصى قلت : وكم بينهما؟ قال : أربعون عاما ) قال القرطبي : فيه إشكال ، وذلك أن المسجد الحرام بناه إبراهيم عليه السلام بنص القرآن ، والمسجد الأقصى بناه سليمان عليه السلام كما أخرجه [ ص: 33 ] النسائي من حديث ابن عمر ، وسنده صحيح ، وبين إبراهيم وسليمان أيام طويلة ، قال أهل التاريخ : أكثر من ألف سنة قال : ويرتفع الإشكال بأن يقال : الآية والحديث لا يدلان على بناء إبراهيم وسليمان لما بينا ابتداء وضعهما لهما ، بل ذاك تجديد لما كان أسسه غيرهما وبدأه ، وقد روي أن أول من بنى البيت آدم ، وعلى هذا فيجوز أن يكون غيره من ولده وضع بيت المقدس من بعده بأربعين عاما انتهى . قلت : بل آدم نفسه هو الذي وضعه أيضا . قال الحافظ ابن حجر في كتاب التيجان لابن هشام : إن آدم لما بنى الكعبة أمره الله - تعالى - بالسير إلى بيت المقدس ، وأن يبنيه فبناه ونسك فيه




                                                                                                      الخدمات العلمية