الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان الحبيب أسر شيء بما يزيده حبيبه ، قال مسليا له - صلى الله عليه وسلم - عن استهزائهم به وردهم لقوله ، عاطفا على [ ص: 226 ] ما تقديره : فلو شاء الله ما خالفوك ولا تكلموا فيك ببنت شفة : ولو شاء الله ما أشركوا أي : ما وقع منهم إشراك أصلا ، فقد أراد لك من الوقوع فيك ما أراده لنفسه ، فليكن لك في ذلك مسلاة .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان التقدير : فإنه سبحانه حفيظ عليهم ، عطف عليه قوله : وما جعلناك أي : بعظمتنا ، وأشار إلى أن العلو ليس بغير الله - سبحانه - فقال : عليهم حفيظا أي : تحفظ أعمالهم لئلا يكون منها ما لا يرضينا فتردهم عنه قسرا وما أنت وقدم ما هو أعم من نفي التحقق بالعلو المحيط القاهر الذي هو خاص بالإله فقال : عليهم بوكيل أي : فتأخذ الحق منهم قهرا ، وتعاملهم بما يستحقونه خيرا أو شرا ، إنما أنت مبلغ عنا ، ثم الأمر في هدايتهم وإضلالهم إلينا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية