الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5332 [ ص: 291 ] 10 - باب: عيادة الأعراب

                                                                                                                                                                                                                              5656 - حدثنا معلى بن أسد، حدثنا عبد العزيز بن مختار، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل على أعرابي يعوده، قال: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل على مريض يعوده فقال له: " لا بأس، طهور إن شاء الله". قال: قلت: طهور؟ كلا بل هي حمى تفور - أو تثور - على شيخ كبير، تزيره القبور. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "فنعم إذا". [انظر: 3616 - فتح 10 \ 118]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عباس السالف في علامات النبوة ويأتي في باب ما يقال للمريض وفي التوحيد ، ولا شك أن عيادتهم داخلة في عموم قوله: "عودوا المريض" . إذ هم من جملة المؤمنين.

                                                                                                                                                                                                                              وفائدة هذا الحديث كما قال المهلب : أنه لا نقص على السلطان في عيادة مريض من رعيته أو واحد من باديته، ولا على العالم في عيادة الجاهل; لأن الأعراب شأنهم الجهل كما وصفهم الله، ألا ترى رد هذا الأعرابي لقوله - عليه السلام - وتهوينه عليه مرضه بتذكيره ثوابه عليه. فقال: بل هي حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور، وهذا غاية الجهل.

                                                                                                                                                                                                                              وقد روى معمر، عن زيد بن أسلم في هذا الحديث: أنه - عليه السلام - حين قال للأعرابي: "فنعم إذا"، أنه مات الأعرابي، وسيأتي زيادة فيه قريبا.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 292 ] وقوله: ("فنعم إذا") يحمل كما قال ابن التين : أن يكون دعا عليه، ويؤيده ما أوردناه آنفا أو أخبر بذلك أي على طريق الرجاء لا على الإخبار بالغيب ويحتمل الآخر.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه الدعاء للمريض بتطهير الذنوب عملا بقوله: ("لا بأس، طهور").

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (كلا بل هي)، يعني: الحمى، وذكره ابن التين بلفظ هو، وقال: يريد المرض.

                                                                                                                                                                                                                              و(تفور) أي: تهيج، كذلك.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية