الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن مسعود : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال : السنون الجوع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال : الجوائح ونقص من الثمرات دون ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين قال : [ ص: 506 ] أخذهم الله بالسنين بالجوع عاما فعاما ، ونقص من الثمرات ؛ فأما السنون فكان ذلك في باديتهم وأهل مواشيهم ، وأما نقص من الثمرات فكان في أمصارهم وقراهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن رجاء بن حيوة في قوله : ونقص من الثمرات قال : حتى لا تحمل النخلة إلا بسرة واحدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لما أخذ الله آل فرعون بالسنين يبس كل شجر لهم ، وذهبت مواشيهم حتى يبس نيل مصر واجتمعوا إلى فرعون فقالوا له : إن كنت تزعم فأتنا في نيل مصر بماء ، قال : غدوة يصبحكم الماء ، فلما خرجوا من عنده قال : أي شيء صنعت ؟ أنا أقدر على أن أجري في نيل مصر ماء! غدوة أصبح فيكذبوني ، فلما كان في جوف الليل قام واغتسل ولبس مدرعة صوف ، ثم خرج حافيا حتى أتى نيل مصر فقام في بطنه فقال : اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك تقدر على أن تملأ نيل مصر ماء فاملأه ، فما علم إلا بخرير الماء يقبل ، فخرج وأقبل النيل يزخ بالماء ؛ لما أراد الله بهم من الهلكة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية