الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وجن

                                                          وجن : الوجنة : ما ارتفع من الخدين للشدق والمحجر . ابن سيده : الوجنة والوجنة والوجنة والوجنة والأجنة والإجنة والأجنة ; الأخيرة عن يعقوب حكاه في المبدل : ما انحدر من المحجر ، ونتأ من الوجه ، وقيل : ما نتأ من لحم الخدين بين الصدغين وكنفي الأنف ، وقيل : هو فرق ما بين الخدين والمدمع من العظم الشاخص في الوجه ، إذا وضعت عليه يدك وجدت حجمه . وحكى اللحياني : إنه لحسن الوجنات كأنه جعل كل جزء منها وجنة ، ثم جمع على هذا . ورجل أوجن وموجن : عظيم الوجنات . والموجن : الكثير اللحم . ابن الأعرابي : إنما سميت الوجنة وجنة لنتوئها وغلظها . وفي حديث الأحنف : كان ناتئ الوجنة ; هي أعلى الخد . والوجن والوجن والوجين والواجن ; الأخير كالكاهل والغارب : أرض صلبة ذات حجارة ، وقيل : هو العارض من الأرض ينقاد ويرتفع قليلا ، وهو غليظ ، وقيل : الوجين الحجارة ; وفي حديث سطيح :


                                                          ترفعني وجنا وتهوي بي وجن



                                                          هي الأرض الغليظة الصلبة ، ويروى : وجنا ، بالضم ، جمع وجين . وناقة وجناء : تامة الخلق ، غليظة لحم الوجنة ، صلبة شديدة مشتقة من الوجين التي هي الأرض الصلبة أو الحجارة ، وقال قوم : هي العظيمة الوجنتين . والأوجن من الجمال والوجناء من النوق : ذات الوجنة الضخمة ، وقلما يقال جمل أوجن . ويقال : الوجناء الضخمة ، شبهت بالوجين العارض من الأرض وهو متن ذو حجارة صغيرة . وقال ابن شميل : الوجناء تشبه بالوجين ، وهي العظيمة ; وفي قصيدة كعب بن زهير :


                                                          وجناء في حرتيها للبصير بها



                                                          وفيها أيضا :


                                                          غلباء وجناء علكوم مذكرة



                                                          الوجناء : الغليظة الصلبة . وفي حديث سواد بن مطرف : وأد الذعلب الوجناء أي صوت وطئها على الأرض ; ابن الأعرابي : الأوجن الأفعل من الوجين في قول رؤبة :


                                                          أعيس نهاض كحيد الأوجن



                                                          قال : والأوجن الجبل الغليظ . ابن شميل : الوجين قبل الجبل وسنده ، ولا يكون الوجين إلا لواد وطيء تعارض فيه الوادي الداخل في الأرض الذي له أجراف كأنها جدر ، فتلك الوجن والأسناد . والوجين : شط الوادي . ووجن به الأرض : ضربها به . وما أدري أي من وجن الجلد هو ; حكاه يعقوب ولم يفسره ، وقال في التهذيب وغيره : أي أي الناس هو . والوجن : الدق . والميجنة : مدقة القصار ، والجمع مواجن ومياجن على المعاقبة ; قال عامر بن عقيل السعدي :


                                                          رقاب كالمواجن خاظيات     وأستاه على الأكوار كوم



                                                          قوله خاظيات ، بالظاء ، من قولهم خظا بظا ; قال ابن بري : اسم هذا الشاعر في نوادر أبي زيد علي بن طفيل السعدي ; وقيل البيت :


                                                          وأهلكني لكم في كل يوم     تعوجكم علي وأستقيم



                                                          وفي حديث علي - كرم الله وجهه - : ما شبهت وقع السيوف على الهام إلا بوقع البيازر على المواجن ; جمع ميجنة ، وهي المدقة . يقال : وجن القصار الثوب يجنه وجنا دقه ، والميم زائدة ، وهي مفعلة ، بالكسر . وقال أبو القاسم الزجاجي : جمع ميجنة على لفظها مياجن وعلى أصلها مواجن . اللحياني : الميجنة التي يوجن [ ص: 161 ] بها الأديم أي يدق ليلين عند دباغه ; وقال النابغة الجعدي :


                                                          ولم أر فيمن وجن الجلد نسوة     أسب لأضياف وأقبح محجرا



                                                          ابن الأعرابي : والتوجن الذل والخضوع . وامرأة موجونة : وهي الخجلة من كثرة الذنوب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية