الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5353 [ ص: 330 ] 22 - باب: من دعا برفع الوباء والحمى.

                                                                                                                                                                                                                              5677 - حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعك أبو بكر وبلال، قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبت كيف تجدك؟ ويا بلال كيف تجدك؟ قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:


                                                                                                                                                                                                                              كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله



                                                                                                                                                                                                                              وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته فيقول:


                                                                                                                                                                                                                              ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة     بواد وحولي إذخر وجليل
                                                                                                                                                                                                                              وهل أردن يوما مياه مجنة     وهل تبدون لي شامة وطفيل



                                                                                                                                                                                                                              قال: قالت عائشة: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فقال: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة".
                                                                                                                                                                                                                              [انظر: 1889 - مسلم: 1376 - فتح 10 \ 132]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - السالف قريبا، والحج أيضا.

                                                                                                                                                                                                                              والوباء يمد ويقصر، وجمع المقصور: أوباء، والممدود: أوبئة، قاله الجوهري .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه من الفقه: جواز الدعاء إلى الله في رفع الوباء والحمى والرغبة إليه في الصحة والعافية.

                                                                                                                                                                                                                              وهذا رد على الصوفية في قولهم: إن الولي لا تتم له الولاية إلا إذا [ ص: 331 ] رضي بجميع ما نزل به من البلاء، ولا يدع الله في كشفه، وهو من العجائب، وقد سلف زيفه.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (رفع عقيرته) أي: صوته. يقال: إن أصله أن رجلا قطعت رجله، فكان يرفع المقطوعة على الصحيحة ويصيح من شدة وجعها بأعلى صوته، فقيل لكل من رفع صوته: رفع عقيرته. والعقيرة: فعيلة بمعنى مفعولة.

                                                                                                                                                                                                                              (تم الجزء بحمد الله وعونه، وصلواته على سيدنا محمد وآله، كلما ذكره الذاكرون وسها عن ذكره الغافلون. يتلوه: كتاب الطب)




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية