الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وخش

                                                          وخش : الوخش : رذالة الناس وصغارهم وغيرهم ، يكون للواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد . ويقال : ذلك من وخش الناس أي من رذالهم . وجاءني أوخاش من الناس أي سقاطهم ; ورجل وخش وامرأة وخش وقوم وخش ، وربما جمع أوخاشا ، وربما أدخل فيه النون ; وأنشد لدهلب بن قريع :


                                                          جارية ليست من الوخشن كأن مجرى دمعها المستن     قطنة من أجود القطن


                                                          أراد الوخش فزاد فيه نونا ثقيلة . وفي التهذيب : النون صلة الروي ; قال ابن سيده : وربما جاء مؤنثه بالهاء ; أنشد ابن الأعرابي :

                                                          [ ص: 174 ]

                                                          وقد لففا خشناء ليست بوخشة     تواري سماء البيت مشرفة القتر



                                                          يعني بالخشناء جلة التمر ، وجمع الوخشة وخاش . ووخش الشيء ، بالضم ، وخاشة ووخوشة ووخوشا : رذل وصار رديئا ; قال الكميت :


                                                          تلقى الندى ومخلدا حليفين     ليسا من الوكس ولا بوخشين



                                                          وفي حديث ابن عباس : وإن قرن الكبش معلق في الكعبة قد وخش ، وفي رواية : إن رأسه معلق بقرنيه في الكعبة ، وخش أي يبس وتضاءل . وأوخش القوم أي ردوا السهام في الربابة مرة بعد أخرى كأنهم صاروا إلى الوخاشة والرذالة ; وأنشد أبو عبيد في الإيخاش ليزيد بن الطثرية ، وهي أمه ، واسم أبيه سلمة :


                                                          أرى سبعة يسعون للوصل     كلهم له عند ريا دينة يستدينها
                                                          وألقيت سهمي وسطهم حين أوخشوا     فما صار لي في القسم إلا ثمينها



                                                          قال : أوخشوا خلطوا . وقوله فما صار لي في القسم إلا ثمينها ، أي كنت ثامن ثمانية ممن يستدينها ; وقال النابغة :


                                                          أبوا أن يقيموا للرماح ووخشت     شغار وأعطوا منية كل ذي ذحل



                                                          قال شمر : وخشت ألقت بأيديها وأطاعت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية