الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وخف

                                                          وخف : الوخف : ضربك الخطمي في الطشت يوخف ليختلط . وخف الخطمي والسويق وخفا ووخفه وأوخفه : ضربه بيده وبله ليتلجن ويتلزج ويصير غسولا ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          تسمع للأصوات منها خفخفا ضرب البراجيم اللجين الموخفا



                                                          كذلك أنشده البراجيم بالياء ؛ وذلك لأن الشاعر أراد أن يوفي الجزء فأثبت الياء لذلك ، وإلا فلا وجه له ، تقول : أما عندك وخيف أغسل به رأسي ؟ والوخيف والوخيفة : ما أوخفت منه ; قال الشاعر يصف حمارا وأتنا :


                                                          كأن على أكسائها من لغامه     وخيفة خطمي بماء مبحزج



                                                          وفي حديث سلمان : لما احتضر دعا بمسك ثم قال لامرأته : أوخفيه في تور وانضحيه حول فراشي ، أي اضربيه بالماء ، ومنه قيل للخطمي المضروب بالماء : وخيف . وفي حديث النخعي : يوخف للميت سدر فيغسل به ويقال للإناء الذي يوخف فيه : ميخف ; ومنه حديث أبي [ ص: 175 ] هريرة - رضي الله عنه - أنه قال للحسن بن علي - عليهما السلام - : اكشف لي عن الموضع الذي كان يقبله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك فكشف عن سرته كأنها ميخف لجين أي مدهن فضة ، قال : وأصله موخف ، فقلبت الواو ياء لكسرة الميم ; وقال ابن الأعرابي في قول القلاخ :


                                                          وأوخفت أيدي الرجال الغسلا



                                                          قال : أراد خطران اليد بالفخار والكلام كأنه يضرب غسلا . والوخيفة : السويق المبلول . ويقال : أتاه بلبن مثل وخاف الرأس . والوخيفة من طعام الأعراب : أقط مطحون يذر على ماء ثم يصب عليه السمن ويضرب بعضه ببعض ثم يؤكل . والوخيفة : التمر يلقى على الزبد فيؤكل . وصار الماء وخيفة إذا غلب الطين على الماء ; حكاه اللحياني عن أبي طيبة . ويقال للأحمق الذي لا يدري ما يقول : إنه ليوخف في الطين ، مثل يوخف الخطمي ; ويقال له أيضا : إنه لموخف أي يوخف زبله كما يوخف الخطمي ، ويقال له العجان أيضا ، وهو من كناياتهم . والوخفة والوخفة : شبه الخريطة من أدم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية