الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وخم

                                                          وخم : الوخم ، بالتسكين ، والوخم ، بكسر الخاء والوخيم : الثقيل من الرجال البين الوخامة والوخومة . والجمع وخامى ووخام وأوخام ، وقد وخم وخامة ووخوما . وفي حديث أم زرع : لا مخافة ولا وخامة ، أي لا ثقل فيها . يقال : وخم الطعام إذا ثقل فلم يستمرأ ، فهو وخيم ، قال : وقد تكون الوخامة في المعاني ، يقال : هذا الأمر وخيم العاقبة أي ثقيل رديء . وأرض وخام ووخيم ووخمة ووخمة ووخيمة وموخمة : لا ينجع كلؤها ، وكذلك الوبيل . وطعام وخيم : غير موافق ، وقد وخم وخامة . وتوخمه واستوخمه : لم يستمرئه ولا حمد مغبته . واستوخمت الطعام وتوخمته إذا استوبلته ; قال زهير :


                                                          قضوا ما قضوا من أمرهم ثم أوردوا إلى كلأ مستوبل متوخم



                                                          ومنه اشتقت التخمة . وشيء وخم أي وبيء . وبلدة وخمة ووخيمة إذا لم يوافق سكنها ، وقد استوخمتها . والتخمة ، بالتحريك : الذي يصيبك من الطعام إذا استوخمته ، تاؤه مبدلة من واو . وفي حديث العرنيين : واستوخموا المدينة أي استثقلوها ولم يوافق هواؤها أبدانهم وفي حديث آخر : فاستوخمنا هذه الأرض . ووخم الرجل ، بالكسر ، أي اتخم ; قال سيبويه : والجمع تخم ، وقد تخم يتخم وتخم واتخم ويتخم . وأتخمه الطعام على أفعله ، وأصله أوخمه ، وأصل التخمة وخمة ، فحولت الواو تاء ، كما قالوا تقاة وأصلها وقاة ، وتولج وأصله وولج . وطعام متخمة ، بالفتح : يتخم منه ، وأصله موخمة لأنهم توهموا التاء أصلية لكثرة الاستعمال . واخمني فوخمته أخمه : كنت أشد تخمة منه ، وقد اتخمت من الطعام وعن الطعام ، والاسم التخمة ، بالتحريك ، كما مضى في وكلة وتكلة ، والجمع تخمات وتخم ، والعامة تقول التخمة ، بالتسكين ; وقد جاء ذلك في شعر أنشده ابن الأعرابي :


                                                          وإذا المعدة جاشت فارمها بالمنجنيق     بثلاث من نبيذ ليس بالحلو الرقيق
                                                          تهضم التخمة هضما حين تجري في العروق



                                                          والوخم : داء كالباسور ، وربما خرج في حياء الناقة عند الولادة فقطع ، وخمت الناقة ، فهي وخمة إذا كان بها ذلك ، قال : ويسمى ذلك الباسور الوذم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية