وخي : الوخي : الطريق المعتمد ، وقيل : هو الطريق القاصد ، وقال ثعلب : هو القصد ; وأنشد :
فقلت ويحك أبصر أين وخيهم فقال قد طلعوا الأجماد واقتحموا
والجمع وخي ووخي ، فإن كان ثعلب عنى بالوخي القصد الذي هو المصدر فلا جمع له ، وإن كان إنما عنى الوخي الذي هو الطريق القاصد فهو صحيح ؛ لأنه اسم . قال أبو عمرو : وخى يخي وخيا إذا توجه لوجه ; وأنشد : الأصمعي
قالت ولم تقصد له ولم تخه
أي لم تتحر فيه الصواب . قال أبو منصور : والتوخي بمعنى التحري للحق مأخوذ من هذا . ويقال : توخيت محبتك أي تحريت ، وربما قلبت الواو ألفا فقيل تأخيت . وقال الليث : توخيت أمر كذا أي تيممته ، وإذا قلت وخيت فلانا لأمر كذا عديت الفعل إلى غيره . ووخى الأمر : قصده ; قال :
قالت ولم تقصد به ولم تخه ما بال شيخ آض من تشيخه
كالكرز المربوط بين أفرخه
وتوخاه : كوخاه . وقد وخيت غيري ، وقد وخيت وخيك أي قصدت قصدك . وفي الحديث : قال لهما اذهبا فتوخيا واستهما أي اقصدا الحق فيما تصنعانه من القسمة ، وليأخذ كل منكما ما تخرجه القرعة من القسمة . يقال : توخيت الشيء أتوخاه توخيا إذا قصدت إليه وتعمدت فعله وتحريت فيه . وهذا وخي أهلك أي سمتهم حيث ساروا . وما أدري أين وخى فلان أي أين توجه . الأزهري : سمعت غير واحد من العرب الفصحاء يقول لصاحبه إذا أرشده لصوب بلد يأتمه : ألا وخذ على سمت هذا الوخي أي على هذا القصد والصوب . قال : وقال النضر استوخيت فلانا عن موضع كذا إذا سألته عن قصده ; وأنشد :
أما من جنوب تذهب الغل طلة يمانية من نحو ريا ولا ركب
يمانين نستوخيهم عن بلادنا على قلص تدمى أخشتها الحدب
[ ص: 176 ] ويقال : عرفت وخى القوم وخيتهم وأمهم وإمتهم أي قصدهم . ووخت الناقة تخي وخيا : سارت سيرا قصدا ; وقال :
افرغ لأمثال معى ألاف يتبعن وخي عيهل نياف وهي إذا ما ضمها إيجافي
وذكر عن أبي عمرو : الوخي حسن صوت مشيها . وواخاه : لغة ضعيفة في آخاه ، يبنى على تواخى . وتوخيت مرضاتك أي تحريت وقصدت . وتقول : استوخ لنا بني فلان ما خبرهم أي استخبرهم ; قال ابن بري : وهذا الحرف هكذا رواه ابن سيده أبو سعيد ، بالخاء معجمة ; وأنشد الأزهري في ترجمة صلخ :
لو أبصرت أبكم أعمى أصلخا إذا لسمى واهتدى أنى وخى
أي أنى توجه . يقال : وخى يخي وخيا ، والله أعلم .