الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ودأ

                                                          ودأ : ودأ الشيء : سواه . وتودأت عليه الأرض : اشتملت ، وقيل تهدمت وتكسرت . وقال ابن شميل : يقال تودأت على فلان الأرض ، وهو ذهاب الرجل في أباعد الأرض حتى لا تدري ما صنع . وقد تودأت عليه إذا مات أيضا وإن مات في أهله . وأنشد :


                                                          فما أنا إلا مثل من قد تودأت عليه البلاد غير أن لم أمت بعد



                                                          وتودأت عليه الأرض : غيبته وذهبت به . وتودأت عليه الأرض أي استوت عليه مثلما تستوي على الميت . قال الشاعر :


                                                          وللأرض كم من صالح قد     تودأت عليه فوارته بلماعة قفر



                                                          وقال الكميت :


                                                          إذا ودأتنا الأرض إذ هي     ودأت وأفرخ من بيض الأمور مقوبها



                                                          ودأتنا الأرض : غيبتنا . يقال : تودأت عليه الأرض ، فهي مودأة . قال : وهذا كما قيل أحصن ، فهو محصن ، وأسهب ، فهو مسهب ، وألفج ، فهو ملفج . قال : وليس في الكلام مثلها . وودأت عليه الأرض توديئا : سويتها عليه . قال زهير بن مسعود الضبي يرثي أخاه أبيا :


                                                          أأبي إن تصبح رهين     مودأ زلخ الجوانب قعره ملحود



                                                          وجواب الشرط في البيت الذي بعده ، وهو :


                                                          فلرب مكروب كررت     وراءه فطعنته وبنو أبيه شهود



                                                          أبو عمرو : المودأة : المهلكة والمفازة ، وهي في لفظ المفعول به . وأنشد شمر للراعي :


                                                          كائن قطعنا إليكم من مودأة     كأن أعلامها في آلها القزع



                                                          وقال ابن الأعرابي : المودأة ، حفرة الميت ، والتودئة : الدفن . وأنشد :


                                                          لو قد ثويت مودأ لرهينة     زلج الجوانب راكد الأحجار



                                                          والودأ : الهلاك ، مقصور مهموز . وتودأ عليه : أهلكه . وودأ فلان بالقوم تودئة . وتودأت علي وعني الأخبار : انقطعت وتوارت . التهذيب في ترجمة ودي : ودأ الفرس يدأ ، بوزن ودع يدع ، إذا أدلى . قال أبو الهيثم : وهذا وهم ليس في ودى الفرس ، إذا أدلى ، همز . وقال أبو مالك : تودأت على مالي أي أخذته وأحرزته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية