الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        113 - التعبئة

                                                                                                                        8890 - أخبرنا زياد بن يحيى قال : حدثنا أبو داود ، عن زهير . وأخبرنا عمرو بن يزيد قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، [ ص: 100 ] عن البراء قال : استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرماة يوم أحد عبد الله بن جبير ، وكانوا خمسين رجلا ، وقال لهم : كونوا مكانكم ، لا تبرحوا وإن رأيتم الطير تخطفنا ، قال البراء : أنا - والله - رأيت النساء باديات خلاخيلهن ، قد استرخت ثيابهن يصعدن الجبل ، فلما كان من الأمر ما كان مضوا ، فقال عبد الله بن جبير أميرهم : كيف تصنعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فمضوا ، فكان الذي كان . فلما كان الليل جاء أبو سفيان بن حرب فقال : أفيكم محمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ، ثم قال : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه ، ثم قال : أفيكم محمد ؟ الثالثة ، فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه حتى قالها ثلاثا ، ثم قال : أفيكم ابن الخطاب ؟ حتى قالها ثلاثا فلم يجيبوه ، فقال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم ، فلم يملك عمر نفسه ، فقال : كذبت يا عدو الله ، ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وأنا أحياء ، ولك منا يوم سوء ، فقال : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وقال في حديث زياد : ثم قال : اعل هبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجيبوه ، قالوا : ما نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : الله أعز - وفي حديث زياد : الله أعلى وأجل - ثم قال : لنا عزى ولا عزى لكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أجيبوه ، قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم ، ثم قال أبو سفيان : إنكم سترون في القوم لم [ ص: 101 ] آمر بها ، ثم قال : لم تسؤني .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية