الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة : يسن الترتيل في قراءة القرآن : قال تعالى : ورتل القرآن ترتيلا [ المزمل : 4 ] .

وروى أبو داود وغيره عن أم سلمة : أنها نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة ، حرفا حرفا .

وفي البخاري عن أنس : أنه سئل عن قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : كانت مدا ، ثم قرأ : بسم الله الرحمن الرحيم ، يمد الله ، ويمد الرحمن ، ويمد الرحيم .

وفي الصحيحين عن ابن مسعود : أن رجلا قال له : إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة فقال : هذا كهذ الشعر ، إن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع .

وأخرج الآجري في " حملة القرآن " عن ابن مسعود قال : لا تنثروه نثر الدقل ، ولا تهذوه هذ الشعر ، قفوا عند عجائبه ، وحركوا به القلوب ، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة .

وأخرج من حديث ابن عمر مرفوعا : يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق في الدرجات ، [ ص: 343 ] ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها .

قال في شرح المهذب : واتفقوا على كراهة الإفراط في الإسراع .

قالوا : وقراءة جزء بترتيل أفضل من قراءة جزئين في قدر ذلك الزمان بلا ترتيل .

قالوا : واستحباب الترتيل للتدبر ، ولأنه أقرب إلى الإجلال والتوقير ، وأشد تأثيرا في القلب ، ولهذا يستحب للأعجمي الذي لا يفهم معناه . انتهى .

وفي النشر : اختلف ; هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرتها ؟ وأحسن بعض أئمتنا فقال : إن ثواب قراءة الترتيل أجل قدرا ، وثواب الكثرة أكثر عددا ; لأن بكل حرف عشر حسنات .

وفي البرهان للزركشي : كمال الترتيل تفخيم ألفاظه والإبانة عن حروفه ، وألا يدغم حرف في حرف . وقيل : هذا أقله ، وأكمله أن يقرأه على منازله ، فإن قرأ تهديدا لفظ به لفظ المتهدد ، أو تعظيما لفظ به على التعظيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية