الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              315 (باب من لم يؤمن لم ينفعه عمل صالح)

                                                                                                                              وقال النووي: «باب الدليل على أن من مات على الكفر، لا ينفعه عمل»

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 86 ج3 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عائشة ، قالت: قلت: يا رسول الله ! ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: لا ينفعه، إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              [ «عن عائشة» رضي الله عنها قالت: «قلت: يا رسول الله، ابن جدعان] اسمه «عبد الله» ، «وجدعان» ، بضم الجيم وإسكان الدال. كان ابن تميم بن مرة، من أقرباء عائشة رضي الله عنها، وكان من رؤساء قريش.

                                                                                                                              (كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين ) قيل: كان كثير الإطعام، وكان اتخذ للضيفان «جفنة» يرقى إليها بسلم.

                                                                                                                              [ ص: 195 ] (فهل ذاك نافعه ) ؟ معناه: أن ما كان يفعله من الصلة، والإطعام، ووجوه المكارم، هل ينفعه ذلك في الآخرة أم لا ؟ «قال: لا ينفعه» ذلك لكونه كافرا.

                                                                                                                              وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) أي: لم يكن مصدقا بالبعث، ومن لم يصدق به فهو كافر، ولا ينفعه عمل.

                                                                                                                              قال عياض: وقد انعقد الإجماع، على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم، ولا يثابون عليها بنعيم، ولا تخفيف عذاب، لكن بعضهم أشد عذابا من بعض، بحسب جرائمهم. وقال البيهقي في كتاب «البعث والنشور» نحو هذا عن بعض أهل العلم والنظر.

                                                                                                                              قال: وقد يجوز أن يكون حديث «ابن جدعان» ، وما ورد من الآيات والأخبار في بطلان خيرات الكافر إذا مات على الكفر. ورد في أنه لا يكون لها موقع التخلص من النار، وإدخال الجنة، ولكن يخفف عنه من عذابه، الذي استوجبه على جنايات ارتكبها سوى الكفر، بما فعل من الخيرات.

                                                                                                                              هذا كلام البيهقي «رحمه الله تعالى» :

                                                                                                                              وفي حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب، والتخفيف عنه بسببه، وما أشبهه. تصريح بتفاوت عذاب أهل النار. كما أن نعيم أهل الجنة متفاوت، والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية