الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الهمزة والزاء وما بعدهما في الثلاثي

                                                          ( أزف ) الهمزة والزاء والفاء يدل على الدنو والمقاربة ، يقال : أزف الرحيل : إذا اقترب ودنا . قال الله تعالى : أزفت الآزفة ، يعني القيامة . فأما المتآزف فمن هذا القياس ، يقال : رجل متآزف ، أي : قصير متقارب الخلق . قالت أم يزيد بن الطثرية :

                                                          [ ص: 95 ]

                                                          فتى قد قد السيف لا متآزف ولا رهل لباته وبآدله

                                                          قال الشيباني : الضيق الخلق . وأنشد :


                                                          كبير مشاش الزور لا متآزف     أرح ولا جادي اليدين مجذر

                                                          المجذر : القصير . والجاذي : اليابس . وهذا البيت لا يدل على شيء في الخلق وإنما هو في الخلق وإنما أراد الشاعر القصير . ويقال : تآزف القوم : إذا تدانى بعضهم من بعض . قال الشيباني : أزفني فلان ، أي : أعجلني يؤزف إيزافا . والمآزف : المواضع القذرة ، واحدتها مأزفة . وقال :


                                                          كأن رداءيه إذا ما ارتداهما     على جعل يغشى المآزف بالنخر

                                                          وذلك لا يكاد يكون إلا في مضيق

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية