الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وزز

                                                          وزز : الوزوزة : الخفة والطيش ، ورجل وزواز ووزاوزة : طائش خفيف في مشيه ، والوزوزة أيضا : مقاربة الخطو مع تحريك الجسد ، والوزواز : الذي يوزوز استه إذا مشى يلويها ، والوزوز : خشبة عريضة يجر بها تراب الأرض المرتفعة إلى الأرض المنخفضة ، وهو بالفارسية زوزم ، والوزة البطة ، وجمعها وز ، وهي الإوزة أيضا ، والجمع إوز وإوزون ; قال :


                                                          تلقى الإوزين في أكناف دارتها فوضى وبين يديها التين منثور

                                                          أي أن هذه المرأة تحضرت فالإوز في دارتها تأكل التين ، وإنما جعل [ ص: 203 ] ذلك علامة التحضر ; لأن التين إنما يكون بالأرياف وهناك تأكله الإوز ، وقال بعضهم : إن قال قائل : ما بالهم قالوا في جمع إوزة إوزون ، بالواو والنون ، وإنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظبة وثبة ، وليست إوزة مما حذف شيء من أصوله ولا هو بمنزلة أرض في أنه بغير هاء ؟ فالجواب أن الأصل في إوزة إوززة ، إفعلة ، ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد ; فأسكنوا الأول منهما ونقلوا حركته إلى ما قبله وأدغموه في الذي بعده ، فلما دخل الكلمة هذا الإعلال والتوهين عوضوها منه أي جمعوها بالواو والنون فقالوا : إوزون ; وأنشد الفارسي :


                                                          كأن خزا تحتها وقزا     وفرشا محشوة إوزا

                                                          إما أن يكون أراد محشوة ريش إوز ، وإما أن يكون أراد الإوز بأعيانها ، وجماعة شخوصها ، والأول أولى ، وأرض موزة : كثيرة الوز ، الليث : الإوز طير الماء ، الواحدة إوزة ، بوزن فعلة ، وينبغي أن يكون المفعلة منها مأوزة ، ولكن من العرب من يحذف الهمزة منها فيصيرها وزة كأنها فعلة ; ومفعلة منها أرض موزة ، ويقال هو البط الجوهري : الوز لغة في الإوز ، وهو من طير الماء ، ورجل إوز : قصير غليظ ، والأنثى إوزة ، وقيل : هو الغليظ اللحيم في غير طول ; وأنشد المفضل :


                                                          أمشي الإوزى ومعي رمح سلب

                                                          قال : وهو مشي الرجل متوقصا في جانبيه ومشي الفرس النشيط ، وقيل : الإوز الموثق الخلق من الناس والخيل والإبل ; أنشد ابن الأعرابي :


                                                          إن كنت ذا بز فإن بزي     سابغة فوق وأى إوز

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية