الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 216 ] وشج

                                                          وشج : وشجت العروق والأغصان : اشتبكت ، وكل شيء يشتبك . وشج يشج وشجا ووشيجا ، فهو واشج : تداخل وتشابك والتف ; قال امرؤ القيس :


                                                          إلى عرق الثرى وشجت عروقي وهذا الموت يسلبني شبابي

                                                          والوشيج : شجر الرماح ، وقيل : هو ما نبت من القنا والقصب معترضا ; وفي المحكم : ملتفا دخل بعضه بعضا ، وقيل : سميت بذلك لأنه تنبت عروقها تحت الأرض ، وقيل : هي عامة الرماح ، واحدتها وشيجة ، وقيل : هو من القنا أصلبه ; قال الشاعر :


                                                          والقرابات بيننا واشجات     محكمات القوى بعقد شديد

                                                          وفي حديث خزيمة : وأفنت أصول الوشيج ; قيل : هو ما التف من الشجر ; أراد أن السنة أفنت أصولها إذ لم يبق في الأرض ثرى . والوشيجة : عرق الشجر ; قال عبيد بن الأبرص :


                                                          ولقد جرى لهم فلم يتعيفوا     تيس قعيد كالوشيجة أعضب

                                                          شبه التيس من ضمره بها . والقعيد : ما مر من الوحش من ورائك ، فإن جاء من قدامك ، فهو النطيح والجابه ، وإن جاء من على يمينك ، فهو السانح ، وإن جاء من على يسارك ، فهو البارح ; وقبله وهو أول القصيدة :


                                                          نبئت أن بني جديلة أوعبوا     نفراء من سلمى لنا وتكتبوا

                                                          وصف قوما خرجوا من عقر دارهم لحرب بني أسد فاستقبلهم هذا التيس الأعضب ، وهو المكسور أحد قرنيه ، فلم يتعيفوا أي لم يزجروا فيعلموا أن الدائرة عليهم ; لأن التيس الأعضب أتاهم من خلفهم يسوقهم ويطردهم ، وشبه هذا التيس أعني تيس الظباء بعرق شجرة لضمره . وأوعبوا : جمعوا . والنفراء : جمع نفير . والوشائج : عروق الأذنين ، واحدتها وشيجة . والوشيجة : ليف يفتل ثم يشبك بين خشبتين ينقل بهما البر المحصود ، وكذلك ما أشبهها من شبكة بين خشبتين ، فهي وشيجة ، مثل الكسيح ونحوه . النضر : وشج محمله إذا شبكه بقد أو شريط لئلا يسقط منه شيء . وفي حديث علي : وتمكنت من سويداء قلوبهم وشيجة خيفية ; الوشيجة : عرق الشجرة ، وليف يفتل ثم يشد به ما يحمل . ووشجت العروق والأغصان : اشتبكت ; ومنه حديث علي : ووشج بينها وبين أزواجها أي خلط وألف ، يقال وشج الله بينهم توشيجا . ورحم واشجة ووشيجة : مشتبكة متصلة ; الأخيرة عن يعقوب ; وأنشد :


                                                          تمت بأرحام إليك وشيجة     ولا قرب بالأرحام ما لم تقرب

                                                          وقد وشجت بك قرابة فلان ، والاسم الوشيج ، وقد وشجها الله توشيجا . والواشجة : الرحم المشتبكة المتصلة . وقال الكسائي : لهم وشيجة في قومهم ووليجة أي حشو . وأمر موشج : مداخل بعضه في بعض مشتبك ; قال الشاعر :


                                                          حالا بحال يصرف الموشجا

                                                          ولقد وشجت في قلبه أمور وهموم ، وعليه أوشاج غزول أي ألوان داخلة بعضها في بعض ، يعني : البرود فيها ألوان الغزول . والوشيج : ضرب من النبات ، وهو من الجنبة ; قال رؤبة :


                                                          ومل مرعاها الوشيج البروقا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية