الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        146- إنزالهم على حكم الله وإعطاؤهم ذمة الله عز وجل

                                                                                                                        8935 - أخبرنا محمود بن غيلان قال : حدثنا عبد الصمد قال : حدثنا شعبة [ ص: 127 ] قال : حدثني علقمة بن مرثد أن سليمان بن بريدة حدثه ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على جيش أو سرية دعاه ، فأوصاه في خاصة نفسه ومن معه من المسلمين خيرا ، وقال : اغزوا باسم الله ، ولا تغدروا ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث ، فإن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ، ادعهم إلى الإسلام ، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمسلمين وأن عليهم ما على المسلمين ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين ، فإن هم أسلموا واختاروا دارهم فأخبرهم أنهم كأعراب المؤمنين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين - أو قال : على المسلمين - وأن ليس لهم من الغنيمة والفيء شيء ، فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية ، فإن هم فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن أبوا فاستعن بالله عليهم وقاتلهم ، وإذا حاصرتم حصنا فأرادوا على أن تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تجعل لهم ذمة الله تعالى ، ولا ذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، واجعل لهم ذمتك وذمم آبائك وذمم أصحابك ؛ فإنكم أن تخفروا ذمتكم وذمم أصحابكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله تعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا حاصرتم أهل حصن فأرادوا على أن تنزلوهم على حكم الله فلا تنزلوهم على حكم الله ، فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا ، ولكن أنزلوهم على حكمك .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية