الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2082 [ ص: 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم

                                                                                                                                                                                  ( باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان حكم بيع الثمار - بكسر الثاء المثلثة - جمع ثمرة - بفتح الميم - ، وهو يتناول الرطب وغيره ، قوله : قبل أن يبدو بنصب الواو ، أي : قبل أن يظهر ، ولا يهمز كما ذكرناه عن قريب ، وإنما لم يجزم بحكم المسألة بالنفي أو بالإثبات لقوة الخلاف فيها بين العلماء ، فقال ابن أبي ليلى والثوري : لا يجوز بيع الثمرة قبل أن يبدو صلاحها مطلقا ، ومن نقل فيه الإجماع فقد وهم . وقال يزيد بن أبي حبيب : يجوز مطلقا ، ولو شرط التبقية ، ومن نقل فيه الإجماع أيضا فقد وهم . وقال الشافعي وأحمد ومالك في رواية : إن شرط القطع لم يبطل وإلا بطل . وقالت الحنفية : يصح إن لم يشترط التبقية ، والنهي محمول على بيع الثمار قبل أن يوجد أصلا ، وقيل : هو على ظاهره، لكن النهي فيه للتنزيه . وقد ذكرنا مذهب أصحابنا ومذهب مخالفيهم في باب بيع المزابنة بدلائلهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية