الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وصف

                                                          وصف : وصف الشيء له وعليه وصفا وصفة : حلاه ، والهاء عوض من الواو ، وقيل : الوصف المصدر والصفة الحلية ، الليث : الوصف وصفك الشيء بحليته ونعته . وتواصفوا الشيء من الوصف . وقوله - عز وجل - : وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ; أراد ما تصفونه من الكذب . واستوصفه الشيء : سأله أن يصفه له . واتصف الشيء : أمكن وصفه ; قال سحيم :


                                                          وما دمية من دمى ميسنا ن معجبة نظرا واتصافا

                                                          اتصف من الوصف . واتصف الشيء أي صار متواصفا ; قال طرفة بن العبد :


                                                          إني كفاني من أمر هممت به     جار كجار الحذاقي الذي اتصفا

                                                          أي صار موصوفا بحسن الجوار . ووصف المهر : توجه لحسن السير كأنه وصف الشيء . ويقال للمهر إذا توجه لشيء من حسن السير : قد وصف معناه أنه قد وصف المشي . يقال : مهر حين وصف . ووصف المهر إذا جاد مشيه ; قال الشماخ :


                                                          إذا ما أدلجت وصفت يداها     لها الإدلاج ليلة لا هجوع

                                                          يريد أجادت السير . وقال الأصمعي : أي تصف لها إدلاج الليلة التي لا تهجع فيها ; قال القطامي :


                                                          وقيد إلى الظعينة أرحبي     جلال هيكل يصف القطارا

                                                          أي يصف سيرة القطار . وبيع المواصفة : أن يبيع الشيء من غير رؤية . وفي حديث الحسن أنه كره المواصفة في البيع ; قال أحمد بن حنبل : إذا باع شيئا عنده على الصفة لزمه البيع ; وقال إسحاق كما قال ; قال الأزهري : هذا بيع على الصفة المضمونة بلا أجل يميز له ، وهو قول الشافعي ، وأهل مكة لا يجيزون السلم إذا لم يكن إلى أجل معلوم . وقال ابن الأثير : بيع المواصفة هو أن يبيع ما ليس عنده ثم يبتاعه فيدفعه إلى المشتري ، قيل له ذلك لأنه باع بالصفة من غير نظر ولا حيازة ملك . وقوله في حديث عمر - رضي الله عنه - : إن لا يشف فإنه يصف أي يصفها ، يريد الثوب الرقيق إن لم يبن منه الجسد فإنه لرقته يصف البدن فيظهر منه حجم الأعضاء ، فشبه ذلك بالصفة كما يصف الرجل سلعته . وغلام وصيف : شاب ، والأنثى وصيفة . وفي حديث أم أيمن : أنها كانت وصيفة لعبد المطلب أي أمة ، وقد أوصف ووصف وصافة . ابن الأعرابي : أوصف الوصيف إذا تم قده ، وأوصفت الجارية ، ووصيف ووصفاء ووصيفة ووصائف . وأما أبو [ ص: 224 ] عبيد فقال : وصيف بين الوصافة ، وأما ثعلب فقال : بين الإيصاف ، وأدخلاه في المصادر التي لا أفعال لها . وفي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : كيف أنت وموت يصيب الناس حتى يكون البيت بالوصيف ؟ الوصيف : العبد ، والأمة وصيفة ; قال شمر : معناه أن الموت يكثر حتى يصير موضع قبر يشترى بعبد من كثرة الموت ، مثل الموتان الذي وقع بالبصرة وغيرها . وبيت الرجل قبره ، وقبر الميت : بيته . والوصيف : الخادم ، غلاما كان أو جارية . ويقال وصف الغلام إذا بلغ الخدمة ، فهو وصيف بين الوصافة ، والجمع وصفاء . وقال ثعلب : وربما قالوا للجارية وصيفة بينة الوصافة والإيصاف ، والجمع الوصائف . واستوصفت الطبيب لدائي إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به . والصفة : كالعلم والسواد . قال : وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا ; لأن الصفة عندهم هي النعت ، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضارب ، والمفعول نحو مضروب وما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه ، وما يجري مجرى ذلك ، يقولون : رأيت أخاك الظريف ، فالأخ هو الموصوف ، والظريف هو الصفة ، فلهذا قالوا لا يجوز أن يضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يضاف إلى نفسه ; لأن الصفة هي الموصوف عندهم ، ألا ترى أن الظريف هو الأخ ؟

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية