الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      منصور بن زاذان ( ع )

                                                                                      الإمام الرباني شيخ واسط علما وعملا أبو المغيرة الثقفي مولاهم الواسطي . ولد في حياة ابن عمر ، وحدث عن أنس بن مالك ، وأبي العالية ، والحسن ، وابن سيرين ، وعمرو بن دينار ، والحكم بن عتيبة ، وحبيب بن مهاجر ، وقتادة ، ومعاوية بن قرة ، وعطاء ، وحميد بن هلال ، وعدة .

                                                                                      روى عنه شعبة ، وجرير بن حازم ، وأبو عوانة ، وهشيم ، وخلف بن خليفة ، وخلق سواهم .

                                                                                      قال ابن سعد : كان ثقة حجة ، سريع القراءة ، يريد أن يترسل ، فلا يستطيع ، وكان يختم في الضحى . وكان قد تحول فنزل المبارك .

                                                                                      قال يزيد بن هارون : كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى ، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر ، ويختم في اليوم مرتين ، ويصلي الليل كله .

                                                                                      [ ص: 442 ] وعن هشام بن حسان قال : كان يختم فيما بين المغرب والعشاء مرتين ، والثالثة إلى الطواسين وكان يبل عمامته من دموع عينيه .

                                                                                      قال صالح بن عمر الواسطي : كان الحسن يقعد مع أصحابه ، فلا يقوم حتى يختم منصور بن زاذان .

                                                                                      قال هشيم : كان منصور لو قيل له : إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل ، وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ، ثم يسبح إلى المغرب . وروى خلف بن خليفة ، عن منصور : الهم والحزن يزيد في الحسنات ، والأشر والبطر يزيد في السيئات .

                                                                                      قال أبو معمر القطيعي : ذكر عباد بن العوام ، أنه شهد جنازة منصور بن زاذان ، قال : فرأيت النصارى على حدة ، والمجوس على حدة ، واليهود على حدة ، وقد أخذ خالي بيدي من كثرة الزحام .

                                                                                      شعبة ، عن هشام بن حسان قال : صليت إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء ، فقرأ القرآن ، وبلغ في الثانية إلى النحل . قال يزيد بن هارون : توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائة قلت : قبره بواسط ظاهر يزار .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية