الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وضأ

                                                          وضأ : الوضوء ، بالفتح : الماء الذي يتوضأ به ، كالفطور والسحور لما يفطر عليه ويتسحر به . والوضوء أيضا : المصدر من توضأت للصلاة ، مثل الولوع والقبول . وقيل : الوضوء ، بالضم ، المصدر . وحكي عن أبي عمرو بن العلاء : القبول ، بالفتح ، مصدر لم أسمع غيره . وذكر الأخفش في قوله تعالى : وقودها الناس والحجارة ، فقال : الوقود ، بالفتح : الحطب ، والوقود ، بالضم ، : الاتقاد ، وهو الفعل . قال : ومثل ذلك الوضوء ، وهو الماء ، والوضوء ، وهو الفعل ، ثم قال : وزعموا أنهما لغتان بمعنى واحد ، يقال : الوقود والوقود ، يجوز أن يعنى بهما الحطب ، ويجوز أن يعنى بهما الفعل . وقال غيره : القبول والولوع ، مفتوحان ، وهما [ ص: 228 ] مصدران شاذان ، وما سواهما من المصادر فمبني على الضم . التهذيب : الوضوء : الماء ، والطهور مثله . قال : ولا يقال فيهما بضم الواو والطاء ، لا يقال الوضوء ولا الطهور . قال الأصمعي قلت لأبي عمرو : ما الوضوء ؟ فقال : الماء الذي يتوضأ به . قلت : فما الوضوء ، بالضم ؟ قال : لا أعرفه . وقال ابن جبلة : سمعت أبا عبيد يقول : لا يجوز الوضوء ، إنما هو الوضوء . وقال ثعلب : الوضوء : مصدر ، والوضوء : ما يتوضأ به ، والسحور : مصدر ، والسحور : ما يتسحر به . وتوضأت وضوءا حسنا . وقد توضأ بالماء ووضأ غيره . تقول : توضأت للصلاة ولا تقل توضيت ، وبعضهم يقوله . قال أبو حاتم : توضأت وضوءا وتطهرت طهورا . الليث : الميضأة مطهرة ، وهي التي يتوضأ منها أو فيها . ويقال : توضأت أتوضأ توضؤا ووضوءا ، وأصل الكلمة من الوضاءة ، وهي الحسن . قال ابن الأثير : وضوء الصلاة معروف ، قال : وقد يراد به غسل بعض الأعضاء . والميضأة : الموضع الذي يتوضأ فيه ; عن اللحياني . وفي الحديث : توضئوا مما غيرت النار . أراد به غسل الأيدي والأفواه من الزهومة ، وقيل : أراد به وضوء الصلاة ، وذهب إليه قوم من الفقهاء . وقيل : معناه نظفوا أبدانكم من الزهومة ، وكان جماعة من الأعراب لا يغسلونها ، ويقولون فقدها أشد من ريحها . وعن قتادة : من غسل يده فقد توضأ . وعن الحسن : الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر ، والوضوء بعد الطعام ينفي اللمم . يعني بالوضوء التوضؤ . والوضاءة : مصدر الوضيء ، وهو الحسن النظيف ، والوضاءة : الحسن والنظافة . وقد وضؤ يوضؤ وضاءة ، بالفتح والمد : صار وضيئا فهو وضيء من قوم ، أوضياء ووضاء ووضاء . قال أبو صدقة الدبيري :


                                                          والمرء يلحقه بفتيان الندى خلق الكريم وليس بالوضاء

                                                          والجمع : وضاءون . وحكى ابن جني : وضاضئ ، جاءوا بالهمزة في الجمع لما كانت غير منقلبة بل موجودة في وضؤت . وفي حديث عائشة : لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها . الوضاءة : الحسن والبهجة . يقال وضؤت ، فهي وضيئة . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - لحفصة : لا يغرك أن كانت جارتك هي أوضأ منك ، أي أحسن . وحكى اللحياني : إنه لوضيء ، في فعل الحال ، وما هو بواضئ ، في المستقبل . وقول النابغة :


                                                          فهن إضاء صافيات الغلائل

                                                          يجوز أن يكون أراد وضاء أي حسان نقاء ، فأبدل الهمزة من الواو المكسورة ، وهو مذكور في موضعه . وواضأته فوضأته أضؤه إذا فاخرته بالوضاءة فغلبته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية