الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في ترك الجمعة من غير عذر

                                                                                                          500 حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان عن أبي الجعد يعني الضمري وكانت له صحبة فيما زعم محمد بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه قال وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس وسمرة قال أبو عيسى حديث أبي الجعد حديث حسن قال وسألت محمدا عن اسم أبي الجعد الضمري فلم يعرف اسمه وقال لا أعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث قال أبو عيسى ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث محمد بن عمرو

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا علي بن خشرم ) بالخاء والشين المعجمتين على وزن جعفر ، ثقة من صغار العاشرة ( عن محمد بن عمرو ) بن علقمة بن وقاص الليثي المدني صدوق له أوهام من السادسة ( عن عبيدة بن سفيان ) بفتح العين وكسر الموحدة الحضرمي المدني ، ثقة من الثالثة ( عن أبي الجعد ) ذكر ابن حبان في الثقات أن اسمه " أدرع " ، وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى وأبو عبد الله بن منده : إن اسمه عمرو بن بكر وقيل : إن اسمه جنادة ولم يرو عنه إلا عبيدة بن سفيان . كذا في قوت المغتذي وقال : يعني الضمري بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم منسوب إلى ضمرة بن بكر بن عبد مناف قاله في جامع الأصول وكذا في المغني ( وكانت له صحبة فيما زعم محمد بن عمرو ) يعني أن أبا الجعد كان صحابيا فيما قال محمد بن عمرو قال الحافظ في التقريب : صحابي حدث . قيل : قتل يوم الجمل .

                                                                                                          قوله : ( تهاونا بها ) قال العراقي : المراد بالتهاون الترك عن غير عذر ، والمراد بالطبع أنه يصير قلبه قلب منافق ، انتهى .

                                                                                                          وقال الطيبي : أي إهانة ، والظاهر هو ما قال العراقي ، والله تعالى أعلم . قال الشيخ عبد الحق في اللمعات : الظاهر أن المراد بالتهاون التكاسل وعدم الجد في أدائه لا الإهانة والاستخفاف فإنه كفر ، والمراد بيان كونه معصية عظيمة .

                                                                                                          قوله : ( طبع الله على قلبه ) أي ختم على قلبه بمنع إيصال الخير إليه ، وقيل : كتبه منافقا كذا في المرقاة .

                                                                                                          [ ص: 12 ] قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر ) أخرجه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه بلفظ : لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين ( وابن عباس ) أخرجه الشافعي والبيهقي بلفظ : من ترك جمعة من غير ضرورة كتب منافقا في كتاب لا يمحى ولا يبدل ( وسمرة ) بن جندب ، أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم بلفظ : من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار ، فإن لم يجد فبنصف دينار وروى أبو يعلى عن ابن عباس من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره ، قال الحافظ في التلخيص : رجاله ثقات .

                                                                                                          قوله : ( حديث أبي الجعد حديث حسن ) قال الحافظ في التلخيص : وصححه ابن السكن من هذا الوجه . قال وفي الباب عن جابر بلفظ : من ترك الجمعة ثلاثا من غير ضرورة طبع على قلبه ، رواه النسائي وابن ماجه وابن خزيمة والحاكم ، وقال الدارقطني إنه أصح من حديث أبي الجعد ، واختلف في حديث أبي الجعد على أبي سلمة فقيل : عنه ، هكذا وهو الصحيح ، وقيل : عن أبي هريرة ، وهو وهم . قاله الدارقطني في العلل ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( إلا هذا الحديث ) قال السيوطي : بل له حديثان أحدهما هذا ، والثاني ما أخرجه الطبراني فذكر بإسناده عن أبي الجعد الضمري قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا تشد الرحال إلا إلى المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى انتهى .

                                                                                                          وقال الحافظ في التلخيص : وذكر له البزار حديثا آخر وقال : لا نعلم له إلا هذين الحديثين .




                                                                                                          الخدمات العلمية