الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون

                                                                                                                                                                                                                                      ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه ظاهر في تحريم متروك التسمية ، عمدا كان أو نسيانا ، وإليه ذهب داود ، وعن أحمد بن حنبل مثله ، وقال مالك والشافعي بخلافه ; لقوله صلى الله عليه وسلم " ذبيحة المسلم حلال وإن لم يذكر اسم الله عليه " . وفرق أبو حنيفة بين العمد والنسيان ، وأوله بالميتة ، أو بما ذكر عليه اسم غيره تعالى ; لقوله : وإنه لفسق فإن الفسق : ما أهل به لغير الله ، والضمير لما ، ويجوز أن يكون للأكل المدلول عليه بلا تأكلوا ، والجملة مستأنفة ، وقيل : حالية .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم المراد بالشياطين : إبليس وجنوده ، فإيحاؤهم : وسوستهم إلى المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : مردة المجوس ، فإيحاؤهم إلى أوليائهم ما أنهوا إلى قريش بالكتاب أن محمدا وأصحابه يزعمون أنهم يتبعون أمر الله ، ثم يزعمون أن ما يقتلونه حلال وما يقتله الله حرام .

                                                                                                                                                                                                                                      ليجادلوكم ; أي : بالوساوس الشيطانية ، أو بما نقل من أباطيل المجوس ، وهو يؤيد التأويل بالميتة .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن أطعتموهم في استحلال الحرام وساعدتموهم على أباطيلهم .

                                                                                                                                                                                                                                      إنكم لمشركون ضرورة أن من ترك طاعة الله إلى طاعة غيره ، واتبعه في دينه فقد أشركه به تعالى ، بل آثره عليه سبحانه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية