بسم الله الرحمن الرحيم كتاب فضائل القرآن باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل
قال المهيمن الأمين القرآن أمين على كل كتاب قبله ابن عباس
4694 حدثنا عن عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى قال أخبرتني أبي سلمة عائشة رضي الله عنهم قالا وابن عباس بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن لبث النبي صلى الله عليه وسلم وبالمدينة عشر سنين
كتاب فضائل القرآن
- باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل
- باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب
- باب جمع القرآن
- باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم
- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف
- باب تأليف القرآن
- باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم
- باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
- باب فضل فاتحة الكتاب
- باب فضل سورة البقرة
- باب فضل سورة الكهف
- باب فضل سورة الفتح
- باب فضل قل هو الله أحد
- باب فضل المعوذات
- باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن
- باب من قال لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما بين الدفتين
- باب فضل القرآن على سائر الكلام
- باب الوصية بكتاب الله عز وجل
- باب من لم يتغن بالقرآن
- باب اغتباط صاحب القرآن
- باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه
- باب القراءة عن ظهر القلب
- باب استذكار القرآن وتعاهده
- باب القراءة على الدابة
- باب تعليم الصبيان القرآن
- باب نسيان القرآن وهل يقول نسيت آية كذا وكذا
- باب من لم ير بأسا أن يقول سورة البقرة وسورة كذا وكذا
- باب الترتيل في القراءة
- باب مد القراءة
- باب الترجيع
- باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن
- باب من أحب أن يسمع القرآن من غيره
- باب قول المقرئ للقارئ حسبك
- باب في كم يقرأ القرآن
- باب البكاء عند قراءة القرآن
- باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فخر به
- باب اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم
التالي
السابق
[ ص: 619 ] بسم الله الرحمن الرحيم 66 - كتاب فضائل القرآن ( كتاب فضائل القرآن ) ثبتت البسملة و " كتاب " لأبي ذر ووقع لغيره " فضائل القرآن " حسب .
قوله : ( باب ) كذا كيف نزل الوحي وأول ما نزل لأبي ذر " نزل " بلفظ الفعل الماضي ، ولغيره " كيف [ ص: 620 ] نزول الوحي " بصيغة الجمع ، وقد تقدم البحث في كيفية نزوله في حديث عائشة " إن الحارث بن هشام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يأتيك الوحي " في أول الصحيح ، وكذا أول نزوله في حديثها لكن التعبير بأول ما نزل أخص من التعبير بأول ما بدئ لأن النزول يقتضي وجود من ينزل به ، وأول ذلك مجيء الملك له عيانا مبلغا عن الله بما شاء من الوحي ، وإيحاء الوحي أعم من أن يكون بإنزال أو بإلهام ، سواء وقع ذلك في النوم أو في اليقظة . وأما انتزاع ذلك من أحاديث الباب فسأذكره إن شاء الله تعالى عند شرح كل حديث منها . " أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة "
قوله : ( قال ابن عباس : المهيمن : الأمين ، القرآن أمين على كل كتاب قبله ) تقدم بيان هذا الأثر وذكر من وصله في تفسير سورة المائدة ، وهو يتعلق بأصل الترجمة وهي فضائل القرآن ، وتوجيه كلام ابن عباس أن القرآن تضمن تصديق جميع ما أنزل قبله ، لأن الأحكام التي فيه إما مقررة لما سبق وإما ناسخة - وذلك يستدعي إثبات المنسوخ - وإما مجددة ، وكل ذلك دال على تفضيل المجدد . ثم ذكر المصنف في الباب ستة أحاديث .
الأول والثاني حديثا ابن عباس معا . وعائشة
قوله : ( عن ) هو ابن عبد الرحمن ، شيبان ويحيى هو ابن أبي كثير ، . وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن
قوله : ( لبث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين ) كذا للكشميهني ، ولغيره " وبالمدينة عشرا " بإبهام المعدود ، وهذا ظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - عاش ستين سنة إذا انضم إلى المشهور أنه بعث على رأس الأربعين ، لكن يمكن أن يكون الراوي ألغى الكسر كما تقدم بيانه في الوفاة النبوية ، فإن كل من روي عنه أنه عاش ستين أو أكثر من ثلاث وستين جاء عنه أنه عاش ثلاثا وستين ، فالمعتمد أنه عاش ثلاثا وستين ، وما يخالف ذلك إما أن يحمل على إلغاء الكسر في السنين ، وإما على جبر الكسر في الشهور ، وأما حديث الباب فيمكن أن يجمع بينه وبين المشهور بوجه آخر ، وهو أنه بعث على رأس الأربعين ، فكانت مدة وحي المنام ستة أشهر إلى أن نزل عليه الملك في شهر رمضان من غير فترة ، ثم فتر الوحي ، ثم تواتر وتتابع ، فكانت مدة تواتره وتتابعه بمكة عشر سنين من غير فترة ، أو أنه على رأس الأربعين قرن به ميكائيل أو إسرافيل فكان يلقي إليه الكلمة أو الشيء مدة ثلاث سنين كما جاء من وجه مرسل ، ثم قرن به جبريل فكان ينزل عليه بالقرآن مدة عشر سنين بمكة . ويؤخذ من هذا الحديث مما يتعلق بالترجمة أنه ، ولعله أشار إلى ما أخرجه نزل مفرقا ولم ينزل جملة واحدة النسائي وأبو عبيد من وجه آخر عن والحاكم ابن عباس قال : " أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ : وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث الآية " وفي رواية للحاكم في الدلائل " فرق في السنين " وفي أخرى صحيحة والبيهقي لابن أبي شيبة أيضا " وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ، فجعل والحاكم جبريل ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - " وإسناده صحيح ، ووقع في " المنهاج للحليمي " : جبريل كان ينزل منه من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى السماء الدنيا قدر ما ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك السنة إلى ليلة القدر التي تليها ، إلى أن أنزله كله في عشرين ليلة من عشرين سنة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، وهذا أورده أن ابن الأنباري من طريق ضعيفة ومنقطعة أيضا وما تقدم من أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقا هو الصحيح المعتمد وحكى في تفسير ليلة القدر أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأن [ ص: 621 ] الحفظة نجمته على الماوردي جبريل في عشرين ليلة وأن جبريل نجمه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشرين سنة ، وهذا أيضا غريب ، والمعتمد أن جبريل كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة ، كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد بإسناد صحيح ، وسيأتي مزيد لذلك بعد ثلاثة أبواب . وقد تقدم في بدء الوحي أن وابن أبي شيبة جبريل بالقرآن كان في شهر رمضان ، وسيأتي في هذا الكتاب أن أول نزول جبريل كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن في شهر رمضان ، وفي ذلك حكمتان : إحداهما تعاهده ، والأخرى تبقية ما لم ينسخ منه ورفع ما نسخ ، فكان رمضان ظرفا لإنزاله جملة وتفصيلا وعرضا وأحكاما . وقد أخرج أحمد في " الشعب " عن والبيهقي واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : . وهذا كله مطابق لقوله تعالى " أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه ، والزبور لثمان عشرة خلت منه ، والقرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ولقوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر فيحتمل أن تكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة ، فأنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا ، ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض أول اقرأ باسم ربك ويستفاد من حديث الباب أن القرآن نزل كله بمكة والمدينة خاصة ، وهو كذلك ، لكن نزل كثير منه في غير الحرمين حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر حج أو عمرة أو غزاة ، ولكن الاصطلاح أن كل ، ما نزل قبل الهجرة فهو مكي ، سواء نزل في البلد حال الإقامة أو في غيرها حال السفر ، وسيأتي مزيد لذلك في " باب تأليف القرآن " . وما نزل بعد الهجرة فهو مدني
قوله : ( باب ) كذا كيف نزل الوحي وأول ما نزل لأبي ذر " نزل " بلفظ الفعل الماضي ، ولغيره " كيف [ ص: 620 ] نزول الوحي " بصيغة الجمع ، وقد تقدم البحث في كيفية نزوله في حديث عائشة " إن الحارث بن هشام سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يأتيك الوحي " في أول الصحيح ، وكذا أول نزوله في حديثها لكن التعبير بأول ما نزل أخص من التعبير بأول ما بدئ لأن النزول يقتضي وجود من ينزل به ، وأول ذلك مجيء الملك له عيانا مبلغا عن الله بما شاء من الوحي ، وإيحاء الوحي أعم من أن يكون بإنزال أو بإلهام ، سواء وقع ذلك في النوم أو في اليقظة . وأما انتزاع ذلك من أحاديث الباب فسأذكره إن شاء الله تعالى عند شرح كل حديث منها . " أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الوحي الرؤيا الصادقة "
قوله : ( قال ابن عباس : المهيمن : الأمين ، القرآن أمين على كل كتاب قبله ) تقدم بيان هذا الأثر وذكر من وصله في تفسير سورة المائدة ، وهو يتعلق بأصل الترجمة وهي فضائل القرآن ، وتوجيه كلام ابن عباس أن القرآن تضمن تصديق جميع ما أنزل قبله ، لأن الأحكام التي فيه إما مقررة لما سبق وإما ناسخة - وذلك يستدعي إثبات المنسوخ - وإما مجددة ، وكل ذلك دال على تفضيل المجدد . ثم ذكر المصنف في الباب ستة أحاديث .
الأول والثاني حديثا ابن عباس معا . وعائشة
قوله : ( عن ) هو ابن عبد الرحمن ، شيبان ويحيى هو ابن أبي كثير ، . وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن
قوله : ( لبث النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين ) كذا للكشميهني ، ولغيره " وبالمدينة عشرا " بإبهام المعدود ، وهذا ظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - عاش ستين سنة إذا انضم إلى المشهور أنه بعث على رأس الأربعين ، لكن يمكن أن يكون الراوي ألغى الكسر كما تقدم بيانه في الوفاة النبوية ، فإن كل من روي عنه أنه عاش ستين أو أكثر من ثلاث وستين جاء عنه أنه عاش ثلاثا وستين ، فالمعتمد أنه عاش ثلاثا وستين ، وما يخالف ذلك إما أن يحمل على إلغاء الكسر في السنين ، وإما على جبر الكسر في الشهور ، وأما حديث الباب فيمكن أن يجمع بينه وبين المشهور بوجه آخر ، وهو أنه بعث على رأس الأربعين ، فكانت مدة وحي المنام ستة أشهر إلى أن نزل عليه الملك في شهر رمضان من غير فترة ، ثم فتر الوحي ، ثم تواتر وتتابع ، فكانت مدة تواتره وتتابعه بمكة عشر سنين من غير فترة ، أو أنه على رأس الأربعين قرن به ميكائيل أو إسرافيل فكان يلقي إليه الكلمة أو الشيء مدة ثلاث سنين كما جاء من وجه مرسل ، ثم قرن به جبريل فكان ينزل عليه بالقرآن مدة عشر سنين بمكة . ويؤخذ من هذا الحديث مما يتعلق بالترجمة أنه ، ولعله أشار إلى ما أخرجه نزل مفرقا ولم ينزل جملة واحدة النسائي وأبو عبيد من وجه آخر عن والحاكم ابن عباس قال : " أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ : وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث الآية " وفي رواية للحاكم في الدلائل " فرق في السنين " وفي أخرى صحيحة والبيهقي لابن أبي شيبة أيضا " وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ، فجعل والحاكم جبريل ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - " وإسناده صحيح ، ووقع في " المنهاج للحليمي " : جبريل كان ينزل منه من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى السماء الدنيا قدر ما ينزل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلك السنة إلى ليلة القدر التي تليها ، إلى أن أنزله كله في عشرين ليلة من عشرين سنة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ، وهذا أورده أن ابن الأنباري من طريق ضعيفة ومنقطعة أيضا وما تقدم من أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ثم أنزل بعد ذلك مفرقا هو الصحيح المعتمد وحكى في تفسير ليلة القدر أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأن [ ص: 621 ] الحفظة نجمته على الماوردي جبريل في عشرين ليلة وأن جبريل نجمه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشرين سنة ، وهذا أيضا غريب ، والمعتمد أن جبريل كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة ، كذا جزم به الشعبي فيما أخرجه عنه أبو عبيد بإسناد صحيح ، وسيأتي مزيد لذلك بعد ثلاثة أبواب . وقد تقدم في بدء الوحي أن وابن أبي شيبة جبريل بالقرآن كان في شهر رمضان ، وسيأتي في هذا الكتاب أن أول نزول جبريل كان يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن في شهر رمضان ، وفي ذلك حكمتان : إحداهما تعاهده ، والأخرى تبقية ما لم ينسخ منه ورفع ما نسخ ، فكان رمضان ظرفا لإنزاله جملة وتفصيلا وعرضا وأحكاما . وقد أخرج أحمد في " الشعب " عن والبيهقي واثلة بن الأسقع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : . وهذا كله مطابق لقوله تعالى " أنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه ، والزبور لثمان عشرة خلت منه ، والقرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ولقوله تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر فيحتمل أن تكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة ، فأنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا ، ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض أول اقرأ باسم ربك ويستفاد من حديث الباب أن القرآن نزل كله بمكة والمدينة خاصة ، وهو كذلك ، لكن نزل كثير منه في غير الحرمين حيث كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر حج أو عمرة أو غزاة ، ولكن الاصطلاح أن كل ، ما نزل قبل الهجرة فهو مكي ، سواء نزل في البلد حال الإقامة أو في غيرها حال السفر ، وسيأتي مزيد لذلك في " باب تأليف القرآن " . وما نزل بعد الهجرة فهو مدني