الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وغل

                                                          وغل : الوغل من الرجال : النذل الضعيف الساقط المقصر في الأشياء ، والجمع أوغال ; وأنشد :


                                                          وحاجب كردسه في الحبل منا غلام كان غير وغل     حتى افتدى منا بمال جبل

                                                          والوغل والوغل : المدعي نسبا ليس منه ، والجمع أوغال . والوغل والوغل : السيئ الغذاء ، وحكى سيبويه وغل على المضارعة . والوغل والواغل ; الأولى عن كراع : الذي يدخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير أن يدعوه إليه أو ينفق معهم مثل ما أنفقوا ; قال الشاعر :


                                                          فمتى واغل ينبهم يحيو     ه وتعطف عليه كأس الساقي

                                                          ويروى : وتعطف عليه كف الساقي ; وقال امرؤ القيس :


                                                          فاليوم أسقى غير مستحقب     إثما من الله ولا واغل

                                                          وقيل : الواغل الداخل على القوم في شرابهم ، وقيل : هو الداخل عليهم في طعامهم ، وقال يعقوب : الواغل في الشراب كالوارش في الطعام ; وقد وغل يغل وغلانا ووغلا إذا دخل على القوم في شرابهم فشرب معهم من غير أن يدعى إليه ، واسم ذلك الشراب الوغل ; قال عمر بن قميئة :


                                                          إن أك مسكيرا فلا أشرب ال     وغل ولا يسلم مني البعير

                                                          وشرب واغل على النسب ; قال الجعدي :


                                                          فشربنا غير شرب واغل     وعللنا عللا بعد نهل

                                                          وفي حديث علي - عليه السلام - : المتعلق بها كالواغل المدفع ; الواغل الذي يهجم على الشراب ليشرب معهم وليس منهم فلا يزال مدفعا بينهم . وفي حديث المقداد : فلما أن وغلت في بطني أي دخلت . ووغل في الشيء وغولا : دخل فيه وتوارى به ، وقد خص ذلك بالشجر ، فقيل : وغل الرجل يغل وغولا ووغلا أي دخل في الشجر وتوارى فيه . ووغل : ذهب وأبعد ; قال الراعي :


                                                          قالت سليمى أتنوي اليوم أم تغل     وقد ينسيك بعض الحاجة العجل

                                                          وكذلك أوغل في البلاد ونحوها . وتوغل في الأرض : ذهب فأبعد فيها ، وكذلك أوغل في العلم . وفي الحديث : إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ; يريد سر فيه برفق ، وابلغ الغاية القصوى منه بالرفق لا على سبيل التهافت والخرق ، ولا تحمل على نفسك وتكلفها ما لا تطيقه فتعجز وتترك الدين والعمل . وفي حديث عكرمة : من لم يغتسل يوم الجمعة فليستوغل أي فليغسل مغابنه ومعاطف جسده ، وهو استفعال من الوغول الدخول ، وكل داخل فهو واغل ; وكل داخل في شيء دخول مستعجل فقد أوغل فيه . قال أبو زيد : غل في البلاد وأوغل بمعنى واحد إذا ذهب فيها . أوغل القوم وتوغلوا إذا أمعنوا في السير . والوغول : الدخول في الشيء . والإيغال : السير السريع ، وقيل : الشديد والإمعان في السير ; قال الأعشى :


                                                          مرحت حرة كقنطرة الرو     مي تفري الهجير بالإرقال
                                                          تقطع الأمعز المكوكب وخدا     بنواج سريعة الإيغال

                                                          وأوغل القوم إذا أمعنوا في سيرهم داخلين بين ظهراني الجبال أو في أرض العدو ، وكذلك توغلوا وتغلغلوا ، وأما الوغول فإنه الدخول في الشيء وإن لم يبعد فيه ، وأوغلته الحاجة ; قال المتنخل الهذلي :


                                                          حتى يجيء وجنح الليل يوغله     والشوك في وضح الرجلين مركوز

                                                          وما لك عن ذلك وغل أي بد ، وقيل أي ملجأ ، والمعروف وعل ، وقد تقدم ، وزعم يعقوب أن غينه بدل من عين وعل ، وزعم الأصمعي أن الواغل الذي هو الداخل على القوم في شرابهم ولم يدع إنما اشتق من هذا أي ليس له مكان يلجأ إليه ; قال ابن سيده : فإن كان هذا فخليق أن لا يكون بدلا ; لأن المبدل لا يبلغ من القوة أن يصرف هذا التصريف . والوغل : الشجر الملتف ; أنشد أبو حنيفة :


                                                          فلما رأى أن ليس دون سوادها     ضراء ولا وغل من الحرجات

                                                          واستوغل الرجل : غسل مغابنه وبواطن أعضائه ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية