الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وغي

                                                          وغي : الوغى : الصوت ، وقيل : الوغى الأصوات في الحرب مثل الوعى ، ثم كثر ذلك حتى سموا الحرب وغى . والوغى : غمغمة الأبطال في حومة الحرب . والوغى : الحرب نفسها . والواغية : كالوغى ، اسم محض . والوغى : أصوات النحل والبعوض ونحو ذلك إذا اجتمعت ; قال المتنخل الهذلي :


                                                          كأن وغى الخموش بجانبيه وغى ركب أميم ذوي هياط

                                                          وهذا البيت أورده الجوهري :


                                                          كأن وغى الخموش بجانبيه     مآتم يلتدمن على قتيل

                                                          قال ابن بري : البيت : على غير هذا الإنشاد ; وأنشده كما أوردناه :


                                                          وغى ركب أميم ذوي هياط

                                                          قال وقبله :

                                                          وماء قد وردت أميم طام على أرجائه زجل الغطاط ومنه قيل للحرب وغى لما فيها من الصوت والجلبة . ابن الأعرابي : الوغى الخموش الكثير الطنين يعني البق ، والأواغي : مفاجر الماء في الدبار والمزارع ، واحدتها آغية ، يخفف ويثقل هنا ، ذكرها صاحب العين ولا أدري من أين جعل لامها واوا والياء أولى به لأنه لا اشتقاق لها ولفظها الياء ، وهو من كلام أهل السواد ; لأن الهمزة والغين لا يجتمعان في بناء كلمة واحدة . ابن سيده في ترجمة وعي : الوعى الصوت والجلبة ، قال يعقوب : عينه بدل من غين وغى أو غين وغى بدل منه ، والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية